تمخض اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم فماذا ولد؟ ولد قرارات إلزامية تم إرسالها على شكل تقارير لإدارات الأندية دون الرجوع إليها وأخذ مشورتها ومراعاة ظرف كل ناد، فقد تولد عن الاجتماع تقرير لجنة الاحتراف الذي لا تستطيع معظم أنديتنا التقيد به، ولم يلتفت من صاغوه وصادقوا عليه إلى الوضع المالي للأندية.
43 عضواً فقط من أصل 64 هم من حضروا الاجتماع وسط اعتراضات من الأندية لم تلق من يسمعها، وتم استبدالها بتقرير من اتحاد الكرة يخيل لسامعه وقارئه أنه يسمع عن الليغا أو البريمرليغ وعن اختراقات وإنجازات تاريخية منسوبة لدورينا وبطولاتنا القارية والعالمية التي خرجنا منها كلها من الأدوار الأولى للتصفيات!
ولا سلبية واحدة تحدث عنها التقرير وكأن كله إنجازات وأرقاماً تاريخية لسلحفاة تظن أنها سبقت الأرنب فعلاً، أو أنها تختبئ فقط تحت صدفتها السميكة كي لا تسمع نقداً ولا ترى ناقدين، تقرير الإنجازات غير المسبوقة تباهى بأنه نجح في سياسة الانتقالات الجديدة ! أوليست الانتقالات سنة من سنن أي دوري كرة منذ خلق الإنسان الدوري؟ وتحدث بفخر عن القيام بدورات تدريبية بعد سنوات من الانقطاع ! وهل يوجد جسم رياضي في أدغال إفريقيا لا يقوم بهذا؟
دعك من عدم ذكر العثرات والأخطاء والخطايا وكبار الفواحش، وركز على الروزنامة الغريبة للدوري، فصحيح أننا للمرة الأولى نعرف رأسنا ومتى يبدأ الدوري لكننا للمرة المليون لم نعرف أرجلنا ومتى ينتهي هذا الدوري ومتى يتوقف!
الغريب أنهم قرروا أن ينطلق الدوري في الثلث الأخير من شهر تشرين الأول دون تحديد اليوم، أي إنه علينا بلا تشابيه أن نلتمس ليلة انطلاق الدوري في العشر الأواخر من شهر تشرين! وبعد التماس الليلة سيكون هناك ظلام لأن الأندية لا تدري ولن تدري هل سيكون هناك دوري أولمبي أم لا، ومتى سيكون إذا كان وكيف سيكون؟ وهل سيكون هناك دوري شباب أم لا؟ كل هذا برجم الغيب، والواضح الأكيد أن التماس ليلة الدوري سيكون في العشر الأواخر من تشرين الأول .