من منا لا يخطئ، ومن من الناس وخلال مسيرة حياته لا يقع في مطب أو في مأزق؟ فالحياة التي نعيشها تقول لطالما نحن نعمل فمن المؤكد أن نقع في الأخطاء مهما كنا أذكياء ومهما كنا حريصين في عملنا.
لكن المهم في هذه الحالة علينا عندما نخطئ أن نقر بذلك، ونقول نحن أخطأنا ونعتذر، وهنا صنف الحكماء هذا الاعتراف، فقالوا: “الاعتراف بالذنب فضيلة”.
نعم فضيلة لأن هذا الاعتراف يجعل الإنسان يقف مع ذاته معيداً حساباته ومفكراً بنقطة الغلط التي وقع فيها ومستدركاً هذا المطب الذي حصل، وبذلك يستطيع الإنسان أن ينهض من جديد ليحرك عجلة الإنتاج إن كانت فكرية أو عملية حتى وإن كانت تجارة أو صناعة.
لكن من العجب أن نرى أشخاصاً يقعون بالخطأ تلو الخطأ ولا يعترفون بل وينكرون غلطهم بل وينزعجون ممن ينصحهم ويوجههم ويرشدهم للصواب، فهؤلاء في الواقع يضعون عقبة كأداة في طريق تغيير مسارهم.
لقد نسي هؤلاء بأن النصيحة هي ثروة وكنز عند العقلاء ونقول لهم عليكم وقبل أن تقع الفأس بالرأس أن تستمعوا إلى من يدلكم إلى جادة الصواب حتى تنجوا أنتم ومن معكم من الغلط الذي قد يودي إلى الندم والخسران وبالتالي إلى الضياع.
فحقاً كما قالوا الاعتراف يمحو الاقتراف والسعيد من اتعظ واستمع لنصيحة الأصدقاء والأهل والخلان وكما قالوا: كانت النصيحة بجمل، لأنها هامة حيث تبعد المخطئ عن الوقوع والسقوط في الهاوية وما أكثر الأغلاط في الحياة التي تحتاج إلى المنقذ الذي يمتلك النصيحة ورجاحة العقل ليبعد المخطئ عن غلطه فعجلة الحياة تحتاج إلى أن تستمر وتنهض بشكل دائم ليعم الخير والسعادة في المجتمع.
جمال الشيخ بكري