لا يختلف اثنان على أن الماء والكهرباء هما ثنائي الحياة في الصيف، وان كان من استحالة في تأمين الكهرباء، وان كان المواطن قادراً على العيش بدون الكهرباء، وان كان قادراً كذلك على العيش من دون أي أداة أو وسيلة أخرى، فإنه لا شك غير قادر على العيش دون مياه.
وبالرغم من أن “الثورة” أثارت هذا الملف كثيراً فيما يتعلق بمدينة اللاذقية إلا أن الوضع يبدو في تفاقم مستمر، إذ ان المشكلة لم تعد تقتصر على اللاذقية التي لم تتوقف معاناتها مع مياه الشرب حتى اليوم، بل تعدتها إلى طوق دمشق، فخلال الأسبوع الماضي لم تنجح قرى الأسد المصيف والمقصد السكني، لم تنجح في الحصول على المياه ولو مرة واحدة يتيمة خلال سبعة أيام، وهي أصلاً مياه ضعيفة ولا يمكن لها في 10 ساعات من الضخ أن تملأ برميلاً واحداً دون مضخة، ناهيك عن أنها لم تصل إلى تلك المنطقة السكنية إلا يوم أمس وضعيفة كما أسلفنا.
وهنا يبرز السؤال الأكثر أهمية على الإطلاق: لماذا الصهاريج؟ وكيف؟ وبعبارة أخرى، كيف توجد الصهاريج مباشرة لتلبي الحاجة وبالأسعار التي يريدها أصحابها؟
هو أمر غريب ولكن الأغرب استعداد الصهاريج اللحظيّ بمجرد انقطاع المياه للتواجد وتزويد سكان أي منطقة بالمياه!
لابد أن الإجابة موجودة.. ولا شك أننا لا نعرفها الآن بل نخمّنها.. ولا شك أيضاً أننا يجب أن نحث الجميع على السعي لمعرفة هذا الأمر، لأن تجاوزه أو تجاهله أو التعامل معه كأمر واقع ومضى يعني تكراره واستفحاله، وها هي الحالة قائمة أمامنا منذ أكثر من شهر، ولم تحل مشكلة المياه في اللاذقية بعد، لتطل المشكلة برأسها في طوق دمشق!
الحديث والتبرير الرسمي يقول إن المضخّات تعطلت، وهو تبرير طريف فريد من نوعه، ويحمل بين طياته الكثير من إشارات الاستفهام، حول أسباب التعطّل المفاجئ، وعدم القدرة على تأمين الكهرباء للضخ، ليعود تالياً التبرير نفسه بأن المضخة تعطلت، ما يوحي بأننا يجب أن نفكّر بتكاليف الإصلاح مع احتمالات التعطّل مجدداً، أو تكاليف الشراء الجديد مع كل ما يحمله هذا الحل من احتمالات.. للتكاليف طبعاً وليس من شيء سواها.
السابق
41 شهيداً في اليوم الـ 295 للعدوان.. والمقاومة الفلسطينية تقتل عدداً من جنود العدو في تل الهوى
التالي