الملحق الثقافي- هيلانة عطا الله:
في منتصفِ هذا الليلِ
احتشدَتْ على بابي
كلُّ الدروبِ التي تؤدي إلى المنفى
والنجومُ التي ضاقَتْ على ضيائِها
وأصداءُ الناياتِ المنسيةِ في التلالِ البعيدة
وروائحُ عطرِهم الصنوبريّ
الذي رحلَ منذ آخرِ قبلةٍ
والقصائدُ التي حاصرَها البكاءُ
منذ آخرِ تلويحةٍ
والأفكارُ الهاربةُ من زنازينِ الغربة
اختنقَتْ دمعتي المعجونةُ
بالدمِ واللحمِ وضوءِ الروح
أمسكْتُ وحدتي من يدِها
وتسلّلْنا من نافذةِ الوقتِ الهلاميّ
وقفْنا على السفحِ الرمليِّ الواجمِ
تلمَّسْتُ قامتي
فوجدْتُني أقصرَ من الوصولِ إلى عناقِهم
اكتشفْتُ أخيراً
أنّ كلَّ منجزاتي في الحياة
ليسَتْ سوى قطرةٍ
سقطَتْ في بحرِ الغياب
وأمنيتي النبيلةُ ليسَتْ سوى شجرةٍ
تنتظرُ حُسْنَ الختامِ
حين تغدو وجبةً شهيةً للنار
وبعد ..
يا ليتَني أستطيعُ اقتلاعَ دماغي
لأسافرَ عاريةً
بلا أفكارٍ
ولا أحلام
العدد 1199 – 30 -7-2024