ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
ما انفك الرئيس الأميركي أوباما يتحدث عن مراجعة للسياسات في كل ظهور إعلامي له تقريباً وذلك في معرض حديثه عن تطورات الوضع في سورية والعراق منذ إعلان واشنطن «الحرب المزعومة» على داعش ويمثل ذلك دليلاً واضحاً وفاضحاً بأنه لا يوجد قرارات حاسمة متخذة من البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب مهما عظم بلاؤه على دول العالم ودول المنطقة بشكل خاص، فالولايات المتحدة وحلفاؤها ليسوا على عجلة من أمرهم في الحرب على داعش والإرهاب.
فما يحدث في سورية والعراق يخدم مصالح الولايات المتحدة والغرب عموماً وكذلك الكيان الصهيوني، الرابح الأكبر من إطالة أمد الحرب وزعزعة دول المنطقة واستمرار الصراع والحرب فيهما إلى أمد غير منظور، ففي ذلك مصلحة إسرائيلية بحتة ومصلحة أميركية تعيد لها السيطرة على مقدرات المنطقة وإعادة نفوذها الذي فقدته بعد انسحابها المخزي من العراق قبل عدة سنوات.
وما ساهم في زيادة رقعة الإرهاب وتمدده تدخل تركيا التي ترغب في إعادة مجد إمبراطوريتها الآفل منذ عقود طويلة،فهي ما زالت تعيش أوهاماً أحياها حزب العدالة والتنمية الإخواني برئاسة أردوغان وزميله في الإرهاب أحمد داوود أوغلو اللذين يشكلان ثنائياً سيئاً في السياسة التركية الحالية، ويتقاطع معهما في المصالح دول الخليج وعلى رأسها مملكة الشر الوهابية التي تنافسها من جهة وتتناغم معها في دعم الإرهاب وخاصة في سورية، رغبة في تدمير تاريخ سورية وحضارتها، حيث لا تملك الأسرة الحاكمة الخرفة تاريخاً مشرفاً وهو ما يغيظها من سورية والسوريين.
ولن تنتهي تلك المراجعات حتى تحقق واشنطن مآربها وتحقق إسرائيل ما تسعى إليه، وسنسمع عن مراجعة للسياسات في المنطقة إلى سنوات قادمة…