بعد الاغتيالات الأخيرة للكيان الإسرائيلي في لبنان وطهران دخلت المعركة الكبرى في المنطقة ضد الصلف الإسرائيلي مرحلة جديدة، ومعها يدور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في حلقة مفرغة، ويظهر العفن في داخل الكيان هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى.
بنيامين نتنياهو يعيش هذه الأيام أيضاً مرحلة البطة العرجاء في وسط مستنقع الكيان، وبيده يخط ويكتب علامات تفكك “إسرائيل” السياسية والعسكرية، حيث تتعمق بسبب أفعاله وسلوكياته أزمات الكيان ويهوي نحو الهاوية والانهيار بشكل لم يألفه الاحتلال في تاريخ وجوده الشاذ في فلسطين.
“طوفان الأقصى” كان مدية حادة شقت قلب الاحتلال وأنهكت جيشه أكثر من أي حرب خاضها مع المقاومة الفلسطينية في كل تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والطوفان جعل مجمل الكيان يخضع ويطلب التفاوض واسترجاع الأسرى لدى المقاومة، لكن صلف نتنياهو قاد الكيان لمزيد من الخسائر والهزائم وهذا الأمر يعرفه الداخل الإسرائيلي ويغلي على وقعه.
لقد أصبح واضحاً تفكك كيان الاحتلال الإسرائيلي بيد بنيامين نتنياهو، والأحداث الحالية ومنها الاغتيالات دليل حي ومباشر على مسيرة التفكك، وكل حلقة في السلسلة تشير إلى عفن منظوماتي وتداخلها جميعها يشكل عناصر فتاكة وقاتلة بالنسبة للكيان الصهيوني.
وفي كل يوم من عمر الحرب المجنونة الصهيونية على غزة يشهد جنرالات الكيان بأنهم لن يهزموا المقاومة، وكل يوم يمر من هذه الحرب يتضح انهيار كيانهم وغرقه في وحل العار والانحدار، بقتله المزيد من الأطفال في مجازر لا تعرف النهاية في عقل الاحتلال.
الكيان الإسرائيلي يغلي من الداخل، وتحول إلى مجتمع مقلوب ومتناقض ومتناحر، وصراع بين كل مكونات الكيان، وفوضى عارمة تجتاح مفاصله التي أصابها الصدأ، وهذا يشي بتآكل الاحتلال من الداخل، وكيان نتنياهو فقد السيطرة على اليمين المتطرف، بل فقد السيطرة على دفة الكيان برمته ومن يزرع الخراب يحصد الخراب، ومن ينشر الموت يحصد الموت والندامة.
منهل إبراهيم