أميركا التي لا تعرف الأخلاق

الثورة – ديب علي حسن:

تصرُّ آلة السطو الإعلامي الغربي ومعها الإعلام التابع على ترويج الأكاذيب التي تصور أميركا واحة للقيم والأخلاق وتقدمها على أنها الراعية لكل القيم.
والواقع هو غير ذلك فما قام على الكذب والنفاق والتضليل لن يستقيم أبداً.
وما تمارسه أميركا اليوم من عدوان واستهتار بكل الأعراف الدولية والثقافية والقيمية تراه هي فضيلة.
والعودة إلى أفكار وايديوجيا من يسمونهم الآباء المؤسسون يفسر كل ما نراه ويعطي الإجابات الحقيقية.
المفكر المصري شوقي جلال في كتابه المتميز العقل الأميركي يفكر يقدم إجابات على الكثير من هذه التساؤلات يقول جلال:
وفي هذه الحقبة- القرن التاسع عشر- أيضاً بدأت الطبقة الوسطى الأمريكية تقيم ثقافتها الخاصة وتفصح عن معايير أخلاقها على النحو الذي يتفق مع أفكارها ومُثُلها التي تلبي طموحاتها، وبدأ أسلوب جديد وصريح في تقييم النجاح على ضوء النقود، وكان انتصار قباطنة الصناعة بعد الحرب الأهلية إعلاناً بانتصار هذه القيم وتلك الثقافة التي تشكل عناصر أولية لفلسفة مرتقبة وترتبط برباط نسب بمفهوم الإرادة الحرة وإرادة النجاح والبقاء للأقوى وهي قيم عبّر عنها رجال الأعمال والمال والمضاربون في سوق الحياة، مثال ذلك: جاي كوك الذي حمل لقب ممول الحرب الأهلية وأعظم رجال البنوك الأمريكيين، إذ يقرر صراحة أن من أخلاقياته أن كل ما يدعم العلاقات التجارية المربحة فهو عمل وطني وصواب وما يضر بها فهو شر.
احتكار كل شيء..
أميركا التي تريد أن تبقى شرطي العالم هي التي ابتدعت الاحتكار بشكله المتعدد في كل شيء..
(لقد احتكروا الاقتصاد واحتكروا الحرية معاً. وها هو آخر يقول: إذا قلت لي إن المنافسة هي حياة التجارة فأنت تردد حكمة عفى عليها الزمن. وظهر نوع جديد من أخلاقيات كبار رجال المال والصناعة سماتها: القسوة والتحجر والوحشية والافتراس في المعاملات والجرأة والعدوانية والإيمان بأن الأعمال لها قانونها الخاص الذي لا يعرف المسؤولية الأخلاقية أو الاجتماعية ولا يعترف بأي التزامات مقابل الاستيلاء على الثروات الطائلة، أهدافه وأخلاقه: الربح الآن وفوراً، وكل ما يسد أمامه هذه السبل إنما يشكل قيداً على الحرية الفردية إذا انحصر المفهوم في هذا الإطار فقط.)
وظهر على السطح شيء جديد ولا أقول وليداً إذ كان موجوداً، ولكن لم يكن له الحضور القاهر شيء لا يطلب إِلَّا أن تتاح له الفرصة والحرية، شيء فردي خالص أو أناني ويرى الحرية كل الحرية في قيم بذاتها: الثراء والسلطة القوة والسيادة الشره للثروة ومتع الحياة.
الحرية هي الفرصة للاكتساب والتملك والاستمتاع الفردي. ويدفع حياته ثمناً لذلك، وأصبح المجتمع كياناً مائعاً، واختلطت القيم الأخلاقية، وإن ظلت الفردية بالمعنى السالف هي القيمة العليا وهي الحرية التي لا تعرف حدوداً لنفسها الكسب والثراء المهول هذا أو القبر.
وضاعت الأخلاق التقليدية وانمحت فاعلية القوانين وصيغت قوانين جديدة تعبر عن مصالح رجال الأعمال المسيطيرين على السياسة، وأصبح القول المأثور: كل ما يحقق الكسب حتى وإن كان النهب فهو موضع تقدير.
وهو ما يتفق مع مقولة الكسندر هاملتون التي قالها عقب حرب الاستقلال مما يكشف عن أصالة هذه الأخلاقيات، والأصالة هي الروح أو المزاج، إذ أكد هاملتون أنه حر في استخدام ذكائه لأنه أداته في مواجهة المشكلات العملية التي تنجم عن موقف جديد طارىء.
النجاح لا يعرف الأخلاق..
الربح هو الغاية التي يسعى إليها المجتمع الأميركي وهذه فلسفته التي لا محيد عنها في كل الأساليب والعلاقات.
يقول هاملتون: النجاح لا يعرف الأخلاق وبعد أن كان الآباء المؤسسون يؤمنون بأن الفضيلة  تعني كسب المال وأن الفقر دليل على الكسل والوضاعة الأخلاقية وافتقاد الهمة وضعف الروح المعنوية، أصبح الخلق الجديد بعد التطور الدرامي في الحياة الاقتصادية تلخصه الفكرة القائلة: المال لا تعنيه أخلاق صاحبه أو يعبر عن الرأي الشائع: إن الانسان يمكنه أن يربح مليون دولار، ولكن لا أحد يمكنه أن يثرى بطريقة أمينة.
وهي أقوال تكشف عن صدع ايديولوجي هائل يدعو في إلحاح إلى أن ترممه وتبرره فلسفة جديدة تتناول معنى الحق والقيم الأخلاقية).
نعم هذه أمريكا الطاغية التي لا ترى العالم إلا سلعاً تباع وتشترى لا يهم من يقتل ولا تهم الوسيلة المهم الغاية، والغاية أن تصل إلى تحقيق الربح، وقد فضح ذلك المفكر نعوم تشومسكي في كتابه الربح على حساب الشعوب.

آخر الأخبار
الخارجية ترحب بمبادرة قطر: خطوة حاسمة لتلبية الاحتياجات الملحة للطاقة في سوريا الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا