للمرة الخامسة أو السادسة بعد العاشرة أو المائة، يثبت بعض المستثمرين الوطنيين “بأفعالهم لا بكلامهم المعسول وشعاراتهم التخديرية” أن رأس المال الوطني حصراً هو رأس مال شجاع، وأن رأس المال لا يمكن أن يكون جباناً ووطنياً في ذات الوقت، فعندما يكون جباناً فهو غالباً ما يكون “وهو كذلك بكلّ تأكيد” رأس مال أجنبي أو لا وطني.
مناسبة هذا الحديث هو ما يتم تسجيله “دورياً” في قطاع التوليد الكهربائي وتحديداً في مضمار الطاقات المتجددة ،ولا سيما الكهروضوئية منها، التي كانت على موعد جديد قبل أيام لإضافة 10 ميغاواط جديدة “سبقها 20 ميغاواط” إلى إجمالي الكميات المولدة والموزعة و”المحقونة” بالشبكة الكهربائية العامة، ليس في مدينة حسياء الصناعية بحمص فحسب، وإنما في محافظات ريف دمشق وحلب …
ما جرى في مدينة حسياء الصناعية بحمص، هو قفزة جديدة “ثلاثية الأبعاد” على مؤشر توليد الطاقة الكهروضوئية، وخطوة “غير هينة على الإطلاق” باتجاه تدعيم وبشكل تراكمي ـ تدريجي الإنتاج الكهربائي في سورية، كون الطاقة الكهروضوئية والكهروريحية على حدٍّ سواء هي طاقات مساعدة وداعمة “فقط لا غير” للطاقة التقليدية لا بديلة عنها بكلّ تأكيد ،لاسيما في الظرف الحالي.
هذا كله وغيره يقودنا إلى الخطوات التي تمّ تسجيلها، والنجاحات التي تمّ تحقيقها على صعيد تخطي التحديات، وتجاوز الصعوبات التي واجهت ومازالت وليس قطاع الكهرباء فقط، وإنما جميع القطاعات الخدمية والاقتصادية والمعيشية .. ليس أولها: تحديات التمويل، ولا ثانيها: تحديات تأمين المعدّات والتجهيزات، ولكن أهمها على الإطلاق هو تحدي الإرادة من جهة، وتغيير نمط التفكير بالنسبة لموضوع الاستثمار من جهة ثانية.
ما يحدث اليوم في قطاع الطاقات المتجددة يجب أن يستمردون توقف، وأن تتوسع مروحة الشراكات والمشاريع والكميات المنفذة بجميع الاتجاهات، وصولاً إلى تنفيذ البرنامج الخاص بالإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة حتى عام 2030، وتنفيذ استطاعة إجمالية كهروضوئية تصل إلى 2500 ميغاوات، و1500 ميغاوات من مشاريع الطاقة الريحية، وما يقارب المليون و200 ألف سخان شمسي، على أرض الواقع لا على الورق فقط، وتسجيل قفزات جديدة وغيرمسبوق على مؤشر المشاريع المرخصة من قبل وزارة الكهرباء التي بلغت من العام 2015 وحتى تاريخه إلى أكثر من 284 مشروعاً إلى جانب 12839 مشروعاً عن طريق صندوق دعم استخدام الطاقات المتجددة ورفع كفاءة الطاقة، تأكيد المؤكد “أن الاستثمار في توليد الطاقات البديلة هو استثمار رابح ومُجدٍ.