الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
تستخدم “إسرائيل” خدمات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات أمازون وغوغل ومايكروسوفت، لارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، كما أظهر تقرير لمجلة +972 نشر في 5 آب الجاري.
وقد أكد العقيد الإسرائيلي راحيلي ديمبينسكي علناً لأول مرة في 10 تموز الحالي أن القوات الإسرائيلية تستخدم خدمات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات التكنولوجيا الاستهلاكية العملاقة في مؤتمر بعنوان “تكنولوجيا المعلومات للقوات الإسرائيلية” في ريشون لتسيون، حسبما ذكرت النشرة التي تتخذ من تل أبيب مقراً لها.
وتقول شركة +972 إن “القدرة الهائلة” لنظام السحابة العامة الذي تقدمه شركة أمازون ويب سيرفيسز (AWS) تمنح “إسرائيل” القدرة على الحصول على “تخزين لا نهاية له” لتخزين المعلومات الاستخباراتية عن “كل شخص” تقريباً في غزة.
وأضافت المجلة أن هذه المعلومات ساعدت “إسرائيل” في تنفيذ عمليات اغتيال وضربات جوية أسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين. وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في غزة، أغلبهم من النساء والأطفال، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وبحسب مصادر استخباراتية، تمتلك القوات الإسرائيلية خوادم خاصة لتخزين المعلومات الاستخباراتية عن الفلسطينيين، ولكن بعد بدء الحرب، “كانت هناك حاجة إلى قدرات تخزين وقوة معالجة أكبر بكثير لحفظ مليارات الملفات الصوتية (على عكس المعلومات النصية أو البيانات الوصفية فقط)، مما أجبرها على اللجوء إلى الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا”.
بدأت شراكة “إسرائيل” مع شركات التكنولوجيا الاستهلاكية لتخزين البيانات الحكومية على السحابة في عام 2021، بتوقيع عقد مشترك مع غوغل وأمازون يسمى مشروع نيمبوس. وقد سمحت الصفقة البالغة قيمتها 1.2 مليار دولار للوزارات الحكومية بنقل بياناتها غير السرية إلى السحابة وتلقي خدمات متقدمة من غوغل ومايكروسوفت.
وفي إطار مشروع نيمبوس، أنشأت غوغل وأمازون مراكز بيانات في “إسرائيل” في عامي 2022 و2023 على التوالي. وقد سهّل هذا الترتيب على “الكيانات الأمنية، حتى الأكثر حساسية منها”، تخزين المعلومات في السحابة أثناء الحرب دون خوف من أن تطلب المحاكم في الخارج هذه المعلومات في حالة رفع دعوى قضائية ضد “إسرائيل”.
وتشير تقارير موقع +972 إلى أن شراكة “إسرائيل” مع أمازون وغوغل ومايكروسوفت في إطار مشروع نيمبوس توسعت بشكل كبير منذ تشرين الأول 2023. حيث تعمل شركات التكنولوجيا العملاقة على توفير خدمات تخزين البيانات والذكاء الاصطناعي للوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تتعامل مع المعلومات السرية مع توسع احتياجات “إسرائيل”.
وقال مصدر تحدث إلى +972 : “ما يحدث في السحابة هو أنك تضغط على زر وتدفع ألف دولار آخر في ذلك الشهر، وتحصل على عشرة خوادم. هل بدأت حرب؟ تدفع مليون دولار، وتحصل على ألف خادم إضافي، هذه هي قوة السحابة”.
ووصف أحد مصادر الاستخبارات كيف أن “سحابة أمازون هي مساحة تخزين لا نهاية لها، وهي كبيرة جداً، ولكن أثناء جمع المعلومات الاستخباراتية، في بعض الأحيان، تجد شخصاً يثير اهتمامك، وتقول: “يا له من أمر مزعج، إنه غير مدرج (كهدف مراقبة)، ليس لدي معلومات عنه، لكن السحابة توفر لك معلومات عنه لأنها تحتوي على معلومات عن الجميع”.
وبحسب العقيد آفي دادون، فإن خدمات الحوسبة السحابية العامة قد تعزز من قدرة القوات الإسرائيلية على القتل. وأوضح أنه عند البحث عن شخص “للقضاء عليه”، “فإنك تجمع مليارات التفاصيل التي تبدو غير مثيرة للاهتمام، ولكن عليك تخزينها. وبمجرد أن ترغب في معالجة كل شيء ودمجه في منتج يخبرك بأن (الهدف) موجود هنا في هذه الساعة، فلديك خمس دقائق، وليس لديك النهار والليل بالكامل”.
يتيح أحد التطبيقات الموجودة على السحابة الداخلية للجنود تحديد الأهداف على خريطة تفاعلية تعاونية في الوقت الفعلي. وقال مصدر أمني لـ +972 : “الأهداف هي الطبقة الأثقل على الخريطة، ويبدو أن كل منزل لديه هدف”.
وفيما يتعلق بدور أمازون ومايكروسوفت وغوغل، قال طارق كيني الشوا، الزميل المتخصص في السياسة الأمريكية في مؤسسة الشبكة البحثية الفلسطينية: “إنه أكثر من مجرد تواطؤ: إنه مشاركة وتعاون مباشر مع “إسرائيل” بشأن الأدوات التي يستخدمونها لقتل الفلسطينيين الأبرياء”.
المصدر- ذا كريدل