الثورة – خاص:
هزّ تفجير انتحاري، مساء اليوم الأحد 22 حزيران، حي الدويلعة شرقي العاصمة دمشق، مستهدفاً كنيسة مار إلياس أثناء قدّاس الأحد، في هجوم وصف بأنه الأعنف منذ سقوط نظام الأسد، وأدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً وعدد من الجرحى، بحسب حصيلة أولية أعلنتها فرق الدفاع المدني السوري ووزارة الصحة، التي توجهت على الفور إلى الموقع لإجلاء الضحايا وتأمين محيط الكنيسة.
وأفادت فرق الطوارئ أن الانفجار ألحق دماراً واسعاً في مبنى الكنيسة، وامتزجت أشلاء الضحايا بين الأنقاض، فيما تتواصل عمليات البحث وانتشال الجثامين، وسط مخاوف من ارتفاع عدد القتلى بسبب خطورة الإصابات المسجلة.
الحدث المفجع أثار تفاعلاً واسعاً من الجهات الرسمية، حيث نعى وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، الضحايا، وقال في تغريدة على منصة “إكس” إن التحقيقات جارية منذ اللحظة الأولى لكشف ملابسات الجريمة، مضيفاً أن “هذه الأعمال الإرهابية لن تزعزع تمسك السوريين بوحدتهم، ولاإرادتهم في بناء سلم أهلي مستدام”.
وفي موقع التفجير، أجرى قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، جولة تفقدية واطّلع على مجريات التحقيق الأولي، بينما أعرب محافظ دمشق، ماهر مروان، عن إدانته الشديدة للهجوم، واصفاً إياه بـ”اعتداء صارخ على أمن المواطنين واستهداف مباشر لوحدة المجتمع السوري”، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال الإجرامية لن تضعف إرادة الدولة والشعب في المضي قدماً نحو الاستقرار والبناء.
وفي السياق ذاته، وصف وزير الإعلام السوري، الدكتور حمزة المصطفى، الهجوم بـ”العمل الجبان الذي يتنافى مع قيم المواطنة والوحدة الوطنية”، مشدداً على التزام الحكومة بمواصلة مكافحة الإرهاب، والحفاظ على السلم الأهلي، كما قدّم تعازيه الحارة إلى أسر الضحايا.
من جهته، أعرب وزير الثقافة، محمد ياسين صالح، عن بالغ حزنه لفقدان الضحايا، وقال في تغريدة: “أرواح بريئة ذهبت ظلماً، ولا مكان للكراهية بيننا”، مشدداً على أن المستفيد الوحيد من هذا التفجير الجبان هي الجهات المعادية لاستقرار سوريا، لاسيما تلك التي تألمت من سقوط النظام البائد.
وأدان مدير الأمانة العامة للشؤون السياسية، محمد كحالة، الهجوم وعبّر عن تضامنه الكامل مع ذوي الضحايا، مؤكداً أن استهداف دور العبادة يُعد انتهاكاً صارخاً لحرمة الأديان وقيم التعايش السلمي، ويمثّل تهديداً مباشراً لوحدة النسيج المجتمعي في سوريا.
وشدّد كحالة على أن هذا الاعتداء لا يستهدف طائفة بعينها، بل يستهدف أمن البلاد بأكملها، مضيفاً أن الدولة ستبذل كل ما بوسعها لملاحقة مرتكبي الجريمة، ومواصلة جهودها لحماية المجتمع من كل محاولات زعزعة استقراره.
ويُعيد هذا الهجوم إلى الأذهان ذكريات دامية من مرحلة الحرب، ويؤشر إلى استمرار تهديد الجماعات الإرهابية رغم الاستقرار النسبي الذي شهدته العاصمة في الأشهر الأخيرة، في وقت تحاول فيه الدولة السورية الجديدة ترسيخ الأمن وإعادة بناء الثقة بين المواطنين بمختلف انتماءاتهم الدينية والاجتماعية.