التدخل في شؤون الآخرين فضول مزعج يقلق صاحبه

الثورة – بشرى فوزي:

تقول الحكمة “من تدخل فيما لا يعنيه نال مالا يرضيه” مقولة شعبية وحكمة تحمل في طياتها الكثير من العبر، ورغم بساطتها فهي تجنب الناس الكثير من المشكلات والمنغصات والتي يسببها الأشخاص (الحشريون) الذين يحاصرون غيرهم بوابل من الأسئلة الفضولية التي لا تنتهي.. في إطار ذلك استطلعت “الثورة” آراء عدد من الأشخاص ومختصين اجتماعيين.
التطفل صفة سيئة
تقول زينب: أعاني من المتطفلين والحشريين الذين يتدخلون في كل شيء، بدءاً بطعامنا وحتى ساعة نومنا، عدا عن الأشياء الخاصة بالأسرة كدراسة الأولاد وعلاقاتهم ولباسهم واختيار شريك للحياة، وهم من الأقارب والجيران، مضيفة أنّه في حال تجاهل أسئلتهم أو محاولة الهروب فإنهم ينسجون الأقاويل من وحي خيالهم الواسع.
وتابعت حديثها: لن نستطيع الهروب من المتطفلين، فهم يسألوا عن أولادك وحياتك بكل تفصيل صغير بمعنى أو بدون، وهي تحاول جاهدة عدم الاختلاط بهم ولكنهم يصرون على جميع أنواع الحشرية، وبالرغم من أنّها لا تتدخل في خصوصيات أحد إلا أنهم لا يرحموني وعائلتي، ونعاني الكثير من فضولهم لمعرفة كل تفاصيل أخبارنا، مؤكدة أنه ليس من باب المحبة والاطمئنان وإنما حشرية وتطفل فقط.
يزعجني تطفلهم
أحمد يقول: إنّ فضول من حولي وحشريتهم تزعجني، فأنا متزوج منذ عدة سنوات ولم أرزق حتى الآن بأطفال، ونتابع العلاج أنا وزوجتي، ولكن الحشريين أتعبوني بالأسئلة (لماذا لم ترزق بأطفال؟ لماذا لا تستشير الطبيب فلان؟ لماذا لا تتزوج من أخرى؟ من يعاني من مشكلات أنت أم زوجتك؟) وأضاف: أنا متأكد من أنهم لو رزقت بأطفال ستبدأ الحشرية في جوانب أخرى، فهم ليس لديهم شيء لعمله سوى التطفل، مضيفاً: لقد أصاب زوجتي النفور من الناس وذلك طريقة للتهرب من أسئلتهم التي لا تنتهي.
سلوك لا أخلاقي
تقول الاختصاصية الاجتماعية غادة هلال: إنّ التدخل في شؤون الآخرين هو سلوك لا أخلاقي منتشر في المجتمع بقصد تصيد أخطاء الآخرين أو إزعاجهم واستفزازهم فالشخص المتطفل لا يحترم خصوصيات الآخرين ولا مشاعرهم ولا أحاسيسهم وظروفهم الخاصة.
وأوضحت أنّ المتدخلين في شؤون الغير يعانون من اضطرابات نفسية واجتماعية غير سوية، فهم لا يشعرون بالسعادة إلا من خلال التطفل والتدخل في شؤون الآخرين، وهم أحياناً أشخاص ساذجون وانتهازيون، كما يتصفون بحب التسلط والسيطرة والثرثرة ونقل الكلام، وأنّ من صفات الأشخاص المتطفلين شعورهم بالنقص فهم بحاجة إلى تقدير المجتمع لهم كما يفتقدون الأمن النفسي.
يحتاجون إلى علاج
وأمّا طريقة التعامل مع الأشخاص الفضوليين أو الحشريين، فقد أكدت هلال أنّه لابد من توجيههم من خلال معرفة المساحات النفسية المسموح الدخول فيها مع الآخرين سواء على مستوى حياتهم العامة أو الخاصة والتي لا يجوز اقتحامها وتدريبهم على هذه المهارات، بالإضافة إلى إرشادهم في كيفية إدارة الوقت والسمات الذاتية بطريقة أكثر جودة تتناغم مع القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية الموجودة في المجتمع، وأضافت أنّ بعض الأشخاص الفضوليين يحتاجون إلى إرشادات من متخصصين في مجال العلاج المعرفي السلوكي حتى نعيد تشكيل منظومة الأفكار لديهم.
وترى الاختصاصية هلال أنّ أفضل طريقة لدرء مشكلات المتطفلين وضع حدود ومساحات معينة مع الآخرين وعلى الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام أن ترسخ مبدأ خصوصية الفرد لأنّه ينمي الثقة بالنفس ويحفز على الإبداع.
كما أشارت إلى أنه من أفضل طرق التعامل معهم هو عدم الدخول معهم في خصومة وذلك تجنباً لردة فعلهم السيئة ولابد من التحدث معهم بلطف وتقليل العلاقات معهم والاحتكاك بهم.
قضاء وقت فراغهم
وفيما يخص أسباب التدخل والتطفل في شؤون الآخرين فهو بغرض قضاء وقت للتسلية وملء وقت الفراغ فهم أشخاص فاشلين وليس لديهم عمل يشغلهم عن الحشرية والتطفل.
ختاماً..
التطفل والتدخل في شؤون الناس بحجة الاهتمام عادة يلجأ لها الأغلبية لتبرير تطفلهم وتدخلهم في غير شؤونهم، فالتطفل مرض مزمن يصعب علاجه ولابد من الحد منه كي يلتفت المتطفلون إلى فعل أشياء تعود بالفائدة عليهم وعلى من حولهم.

آخر الأخبار
مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا شراكة مجتمعية لترميم مدرسة في الضمير إسرائيل تمنع 14 سفينة مساعدات لغزة وتثير انتقادات دولية "حماس" تدرس خطة ترامب.. والبيت الأبيض ينتظر الرد مبعوث جديد إلى سوريا.. فهل من دور؟ مقاومة المضادات الحيوية.. استراتيجية لمواجهة تهديد عالمي مشترك استراتيجية "قسد" في تفكيك المجتمعات المحلية ونسف الهوية الوطنية