الثورة- منهل إبراهيم:
الحرب الصهيونية على قطاع غزة، والاغتيالات الجبانة للكيان الإسرائيلي ضد شخصيات من فلسطين ولبنان، أحدثت زوبعة رسمية وشعبية في الولايات المتحدة التي ترى في ذلك خطراً على مصالحها في المنطقة، بينما ينحاز المزاج الشعبي الأمريكي بشكل واضح لوقف الحرب على غزة بسبب الفظائع التي ارتكبها الكيان في شوارعها وبحق أهلها العزل.
وفي هذا الصدد كشف استطلاع رأي صدر مؤخراً أن أغلبية الأمريكيين يعارضون إرسال قوات أمريكية للدفاع عن “إسرائيل” في حال تعرضت لهجوم من إيران أو حركات المقاومة في ردها على جرائم الكيان، في نسبة هي الأعلى منذ سنوات.
ووجد الاستطلاع الذي أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية أن نسبة الأمريكيين الذين عارضوا إرسال قوات أمريكية للدفاع عن “إسرائيل” إذا تمّت مهاجمتها بلغت 55 في المئة، بينما أيد 41 في المئة القيام بذلك.
وبالمقارنة مع السنوات الماضية، يظهر أن نسبة التأييد على هذه الخطوة هي الأقل منذ أن بدأ مجلس شيكاغو طرح السؤال في العام 2010.
47 في المئة من الأمريكيين أظهروا تأييدهم لإرسال قوات أمريكية في العام 2010. وفي عام 2012، أيد 49 في المئة منهم ذلك، وفي عام 2014، أيد 45 في المئة الفكرة. وفي 2015 و2018 و2021، أيد 53 بالمئة من الأمريكيين هذه الخطة.
وتبيّن من خلال الاستطلاع أن الجمهوريين كانوا أكثر تأييدا للخطوة، اذ عبّر 55 في المئة عن تأييدهم لفكرة إرسال القوات، بينما بلغت نسبة الديمقراطيين والمستقلين الذين يؤيدون الخطوة نفسها 35%”.
وأجري الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة من 21 حزيران حتى 1 تموز، أي قبل اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، على عينة أمريكية من 1056 بالغاً أمريكياً.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذه النتائج تتفق مع استطلاعات الرأي الأخرى التي أظهرت أن الرأي العام الأمريكي يبدو متذمرا من “إسرائيل” في خضم الحرب على غزة.
فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب في آذار أن معظم الأمريكيين لا يوافقون على العمل العسكري الإسرائيلي، حيث بلغت نسبة المعارضين له 55 في المئة بينما بلغت نسبة الموافقين عليه 36 في المئة.
وتأتي هذه النتائج وسط إمكانية اشتعال حرب واسعة، نظراً للرد الإيراني المحتمل على اغتيال هنية في طهران، بالإضافة إلى الرد المرتقب من قبل المقاومة اللبنانية ضد “إسرائيل” بعد جريمة اغتيال الشهيد فؤاد شكر في لبنان والتي تهدد بالذهاب إلى حرب شاملة.
وكانت الولايات المتحدة قد أعادت تمركز أصولها العسكرية في “الشرق الأوسط” وأوروبا في الأيام الأخيرة في الوقت الذي تستعد فيه لمساعدة “إسرائيل” في ما تسميه الدفاع عن نفسها ضد أي رد محتمل.
التالي