الثورة – رفاه الدروبي:
نظَّم فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب لقاءً شعرياً شارك فيه عدد من الشعراء بأشكال شعرية مختلفة، تنوَّعت موضوعاتها ما بين الوطنية والاجتماعية والإنسانية.
رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب الدكتور إبراهيم زعرور افتتح اللقاء مُعبِّراً عن ضرورة تفعيل المشهد الثقافي بأنواعه، والتفاعل مع الأدباء لأنَّ الحالة الثقافة وصمة أمل تُسجِّل قيم الشهادة وحبَّ الوطن وما عاناه جراء الحرب.
بدوره الشاعر جهاد أحمدية ألقى عدداً من نصوصه الشعرية منظومة وفق بحرَيْ: الكامل والطويل، إضافة إلى ماقدَّمه من معانٍ سامية نابضة بحبِّ دمشق وقيمتها التاريخية. من قصيدته رفيف أسئلة نقتطف الشاهد الآتي:
بيني وبين الأزرقين
سحابة ورفيف حاجب
فبأي أسئلة يرفُّ
جناح نظرتك المعاتب؟
بيني وبين الليل
ألف حكاية وحكاية
فبأيُّها نامتْ أزاهرُ وجنتك؟
وأيُّها قد أطلقت
عصفور بسمتك المشاغب
وألقت الشاعرة إيمان موصللي عدداً من نصوصها النثرية المُعبِّرة عن المحبة والوفاء، وانعكاس الواقع الإنساني باستخدام الصورة الفنية والاستعارات والقيم الجمالية، فأنشدت في قصيدتها الأولى:
لم تلدني أمي لأكتب الشعر
عصرت في عينيّ الليمون
لتغسلَ الضوءَ
وناولتني قلبها من أوَّلِ صرخة بكاء
ربَّتني في بيت يطلّ على غابة
تلقي عليّ السلام في كل صباح
وأنا أردُّه ضحكة ضحكة
رأيتُ أشجارَها تكبر في مقلتيّها
حتى أخضوضر الليل
وفي قصيدة ثانية عنوانها غريزة النرجس غنَّت فيها:
أنا امرأة لا ألتفت لأحد
حتى المرايا أتجاهلها حين أمرّ
أقدر هوس ظلي بي
وألهث وراء وحدتي
لأشكو لها كم فاتني من مجد
أمرّر حزني فوق طاولة النسيان
كطائر يتحدى الرياح بجناحيه
وبين دمعة هنا وخيبة هناك
أتنشق عطر ابتسامة أمي الطازجة
لأرفع نسبة القرنفل في دمي
من جهته الشاعر العراقي فايز حداد أنشد نصوصاً شعرية أشار فيها إلى أهمية دمشق عبر التاريخ، ودورها في دعم كفاح الشعب الفلسطيني، وسعيها إلى تحرير الأراضي المحتلة، وذلك بأشكال شعرية مختلفة أغلبها اعتمد على الموسيقا والعاطفة الصادقة.
كما قدَّم الشاعر قاسم فرحات من فلسطين نصوصاً ثمَّن من خلالها قيمة الشهداء، وأهمية مواجهة الاحتلال، ودور دمشق كرمز عربي في مقارعة العدو الغاصب، وذلك بشكل شعري عكس من خلاله العاطفة الصادقة والحركة الموسيقية المتوازنة، فأنشد في قصيدة عنوانها الطوفان:
هم أفلتوا من سِياج القهر.. وانهمروا..
في ساحة الفجرِ.. لا خوفٌ ولا حذرُ
إذ يعبرونَ وعينُ الله تحرسهم
والقلب يتبعهمْ والدربُ والشجرُ
ما هـمّهُم أنَّ كَـفّ الريح عـاتيةٌ
فالروح عاليةٌ .. والحقُ ينتصرُ
يا أمنا الأرض
ثم ألقى الشاعر الدكتور محمد سعيد عتيق عدداً من نصوصه سمَّاها “زوايا”، مُعبِّراً عن قضايا جمالية وعاطفية وإنسانية بأسلوب سهل ممتنع غلبت عليه التصوير والإبداع الفني، إضافة إلى نصوص أتت برموز وإيحاءات وطنية وقيم أخلاقية مختلفة، موضِّحاً أنَّ ما يهدف إليه يكمن في تقوية الروابط بين النص والمتلقي، حيث ظهرت من خلال دلالات إيحائية تخاطب الوجدان والضمير فأنشد في قصيدة له:
من غير الوحدة لا يكون الفراغ ممتعاً
ولا يهبط من مجرة الثقل الأسود
ولا يصعد للنجوم ابتغاء الخفّة
ولا تتنازعه المجرة الجاذبية الأرضية
ولا يستقر على جهة أو مسير
ليطير من بئر إلى بئر
ومن غصن إلى غصن
بينما بيَّن الشاعر محمد قاقا في نصوصه القيم الاجتماعية السامية، الهادفة إلى تقوية الروابط ودعم المواجهة المحافظة على حقوق الإنسان بنصوص التزم فيها باللغة والقافية والروي والتوازن الموضوعي، فأنشد في قصيدة عنوانها تنور المجاز:
تتفتحينَ … بداخلي. معنىً
فتنتشرُ القصيدةُ في المدى…
كَسنونواتِ
أنا لو كَبُرتُ… وفِكرتي البلهاءُ قد
نضجَت معي… طفل
أضيعُ مع الجّهاتِ
أغفو عَلى وجعِ الحقيقةِ تاركاً
للماءِ.. تفسيرَ الأسى…..
بالتُّرهاتِ
ماذا سَيحدثُ للطبيعةِ….. عندما
آوي إلى نورينِ مِن نَزقٍ
وقاتِ
أنوي التَّجلي في متاهاتِ الرؤى
لأعيدَ تكوينَ الرُّبى….
بتجلياتي
وختم الشاعر الأحمدية مشاركته بعدد من نصوصه المتنوعة في جمالياتها وفنونها وموضوعاتها.