الثورة – رفاه الدروبي:
خطت الشاعرة سناء هايل الصباغ في مجموعتها الشعرية “شظايا أنثى ووطن” قصائد باحت بما يعتلج به فؤادها تحبسه في مكنونات روحها، وقدَّم إضاءة على الكتاب الأديبان فرحان الخطيب وجابر أبو حسين، وأدارت الفعالية الإعلامية يارا عاصي..
تحمل المجموعة بين دفتيها ١٢٣ صفحة الصادرة عن دار توتول للطباعة والنشر والتوزيع، ولها مجموعة قصصية بعنوان “إلى آدم فقط”، وديوان شعر عنوانه “لبوة الحرب” وقعت مجموعتها الجديدة في ثقافي أبو رمانة.
بوح شفيف
ورأى عضو اتحاد الكتاب العرب فرحان الخطيب أنَّ الشاعرة عبرت في مجموعتها من خلال العنوان وباحت فيه قصائدها و ومضاتها الشعرية، فكان البوح شفيفاً صادقاً عن ذاتها والوطن، فاتحدا بلملمة شظاياها قدر ما استطاع الشعر أن ينتج الجمال، إذا تبعثر والأمل الطافح في الحياة إذا تأثر.
وكان العنوان مجالاً وفياً لمتن المجموعة من ألفها إلى يائها، وتمخض عن شظاياها في المضمون موضوعان واضحان: الأول ما تعرض له الوطن، والثاني ما تعرضت له الشاعرة، ورغبتها العزف على بيانو الوطن فكان ناعماً فرحاً لكن الأصابع السوداء جعلته مشوهه اللحن والإيقاع، وعندما تلتفت الشاعرة إلى شظاياها تحاول لملمتها بانتظار صدِّها عن أحلامها تدرك ما يخبئ لها القدر من منغصات فإذا بأحلامها تتبدد وتغدو سراباً أو تصعد بعيداً أدراج الرياح العاتية.
وأشار إلى أنَّ المجموعة تحتفي بقصيدة النثر المتوسطة، وما يحتاج إلى تمكن لغوي وبلاغي ومثابرة والشاعرة، فقد أجادت في موضوعات عدّة بالدهشة والإيجاز، والمعنى القابع في جمله شعرية عالية التأثر، ولفتت الانتباه فمنحتها دلالتها الشعرية من بيئة سامية محتشدة بالجمال فتكررت الألفاظ الزاهية “كالياسمين الزهرة، فيروز، الصباح، القهوة، المطر، الشوق، الحنين، العطر”، واستخدمت بعض معطيات الحداثة الشعرية باللغة اليومية الرشيقة والسلسلة وما احتفى عليها التجاور والتراكيب والصورة، ما أعطاها رؤيا واضحة وعدم التكلف.
سجل أنا عربي
كما لفت عضو اتحاد الكتاب العرب جابر أبو حسين إلى أنَّ الشاعرة أظهرت مجموعة من الأحاسيس والمشاعر المرتبطة مباشرة بالعنوان، وأحالتها مفردة أنثى إلى المعاناة والقهر والتحدي، ولاسيما في المجتمعات من جهة والعطاء والجمال والخصوبة في أخرى، وبدا في صورة الغلاف محاولة ترجمة العنوان اللافت أزهار الياسمين المتشحة بلون آخر مغاير ابتعد عن ذاكرته البيضاء، وانتشر يملأ خلفية الصورة، مبيِّناً أنَّ المجموعة تفاجئك بأكثر من مفاجأة تثير الدهشة، أولها الاستهلال ببيتين موزونين من البحر الطويل لمجموعة نثرية، بينما كان الإهداء لافتاً ووحيداً للقطة إنسانية خائفة تحسب لها، وبالدخول إلى المجموعة ومن أبوابها الأولى نجد عتبات المفاجأة، وكأنَّنا رأينا المشاهد من قبل، وفتحت الأبواب على مصراعيها، وليس القارئ بحاجة إلى مفاتيح، لأنَّ الوطن مطعم بالياسمين ستخرج من كلِّ زاوية وشرفة لتترك عطرها، وكأنَّك في نزهة بين النصوص لأنَّها مزروعة على شرفاتها جميعاً موضحاً بوجود تناص صارخ حقيقة في نص كامل عنوانه “رسالة من طفل سوري”، فكان التناص من قصيده محمود درويش سجل أنا عربي فأنشدت:
سجل يا سيدي
سجل
أنا عربي
أنا اسم بأربعة وعشرين لقب
هجرت من موطن الأجدادي
وبلاد العرب والضاد
وسرير الطفولة…
واللعب