الثورة – نيفين عيسى:
ارتفاع درجات الحرارة في الصيف يترافق مع ارتفاع قيمة استئجار المزارع و(المصاطب) التي يفترض بها أن تكون متنفساً للعائلات خلال هذا الفصل من العام، فيما يبرر أصحاب المزارع تلك الأسعار لأسباب مختلفة.
أمين صيقلي- موظف- لم يتمكن من استئجار مزرعة في منطقة قطنا ليوم واحد، ويقول لـ “الثورة”: إن صاحب المزرعة حدد الأجرة بمبلغ ٨٠٠ ألف ليرة لمدة أربع وعشرين ساعة، وهو مبلغ يعادل راتبي لحوالي ثلاثة أشهر.
أسعار تفوق الإمكانيات
ربى موعد- موظفة بجامعة خاصة- أشارت إلى أن أجرة المزرعة قرب جرمانا على طريق المطار تتراوح بين ستمائة ألف إلى حوالى المليون ليرة في اليوم، حسب مساحة المزرعة ومواصفات المسبح وتوفر الكهرباء على مدار الساعة، وهي مبالغ تفوق قدرة معظم المواطنين.
راجح الحسن- متقاعد- أوضح أن المصاطب تُمثّل بديلاً جزئياً عن المزارع، لكن أجرة المصطبة في عين الجوزة قرب الزبداني تبلغ ٦٠ ألف ليرة، بينما ترتفع إلى ٧٠ ألف يوم الجمعة، ويتزايد إقبال الناس على تلك المناطق.
سليم دياب بيّن أن أصحاب الكثير من المزارع يؤجرونها لساعات معينة خلال النهار من الصباح إلى بعد العصر بمبالغ تتراوح بين ٢٥٠-٤٠٠ ألف ليرة ثم يؤجرونها بعد ذلك حتى صباح اليوم التالي أو قبل الظهيرة، وهو ما يحقق لهم مبالغ مضاعفة.
– عرض وطلب..
أحمد العلي صاحب مزرعة بريف دمشق، اعتبر أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب، إذ يتركز الإقبال على المزارع خلال فصل الصيف، وأنها لا تمثل مصدر دخل لأصحابها طيلة فصل الشتاء، كما أن تأمين الكهرباء وتنظيف المسابح وتعقيمها تكلف مبالغ كبيرة، إضافة لما قد يحدث من أضرار بالمكان جراء استخدام المستأجرين.
وبعيداً عن الأسباب أو المبررات، يبدو أنّ المزارع والمتنزهات الخاصة ليست مُتاحة لعامة الناس، لأنها تشكل عبئاً مادياً لا يتناسب مع مستوى الدخل لمعظم المواطنين.