تتفاقم معاناة منطقة شمال وشرق سورية بسبب ممارسات الاحتلال الأميركي وأدواته ميليشيا “قسد” الانفصالية، حيث تواصل سرقة المنتجات الزراعية والنفطية والتضييق على الأهالي، كما تواصل قطع مياه الشرب والطحين والمواد الغذائية عن الأهالي في مدينة الحسكة وكل المناطق الواقعة تحت سيطرتها في الجزيرة السورية، حيث تمنع وصول السلع المفقودة في المحال التجارية، وتمارس انقطاعاً شبه تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى المدن والبلدات.
أي احتلال خارجي.. أكان صهيونياً أو أميركياً أو تركياً يعتمد على ميليشيا تقوم بتنفيذ أهدافه العنصرية والعدوانية ومحاولات إحداث التجزئة والتقسيم مستغلة التنوع الاجتماعي والثقافي.. وميليشيا قسد شكلت أداة رخيصة لتنفيذ مخططات الاحتلال الأميركي المعادية لسورية، ومثلت إحدى أشكال الصور العدوانية التي أوجدها الاحتلال بعد احتلاله لأجزاء من الأراضي السورية تحت حجج واهية.
وقد سعت تلك الميليشيا إلى خلق حالة غريبة في المنطقة للسيطرة على الجزيرة السورية في إطار سعي الاحتلال لتحقيق غرضه بتقسيم سورية وتجزأتها وتغيير معالم الهوية الوطنية للمنطقة في إطار المخطط المعادي لتقسيم المنطقة ودولها بما يتلاءم مع الأجندة الأميركية والصهيونية.. ما دفع أبناء الجزيرة السورية من أبناء العشائر العربية التي تشكل جزءاً كبيراً من النسيج الاجتماعي السوري في تلك المنطقة وفي عموم سورية لمواجهة تلك المخططات وممارسات ميليشيا “قسد” وتخوض معارك ضارية في مواجهة قوات الاحتلال الأميركي وأدواتها الذين يحتلون الأرض، ويصادرون موارد النفط والغاز والمحاصيل الزراعية ويعمدون إلى قطع الماء والكهرباء ومصادرة أرزاق أبناء المنطقة التي توفر لهم سبل العيش.
وتواصل العشائر العربية انتفاضتها ومقاومتها بوجه الاحتلال الأميركي وأداته ميليشيا “قسد”.. تلك المقاومة التي تكفلها كل الشرائع الدولية باعتبارها حقّ شرعي تقرّ لهم بالدفاع عن أرضهم ومصادر رزقهم وحقهم في ثروات أراضيهم الزراعية والنفطية وحقهم في الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري في الدفاع عن أراضي وجغرافيا وطنهم السوري.
لذلك فإن المطلوب اليوم من جماهير الأمة العربية وقوى التحرر كافة في المنطقة والعالم دعم انتفاضة ومقاومة العشائر العربية في الجزيرة السورية التي تتعرض لخطر التقسيم وزوال الهوية ونهب خيراتها من أجل مواجهة الاحتلال وأدواته الانفصالية وللتحرر من الهيمنة الأميركية والاستعمارية والصهيونية.
وهي مدعوة أيضاً إلى احتضان هذه الانتفاضة والمقاومة الشعبية التي تكفلها الشرائع الدولية وتتكامل مع مقاومة شعبنا ضد الاحتلال الصهيوني وكل أشكال الاحتلال ذات الأبعاد التاريخية في حياة الأمة والعالم.
كما هي مدعوة لفضح جرائم الاحتلال الأميركي وأدواته “قسد” وأخواتها من خلال سياسة التجويع والتعطيش ونهب ثروات الوطن ومحاولاتها طمس هوية الجزيرة السورية وإلغاء هويتها الوطنية السورية وتفتيت سورية بما يتلاءم مع أطماع الاحتلال وغاياته الخبيثة.
ولا بدّ من الولايات المتحدة الأميركية التوقف عن هذه الممارسات، والانسحاب الفوري من الأراضي السورية، واحترام إرادة السوريين الرافضين لوجود ودور مثل هذه الميليشيات الانفصالية.