“في البدء كان الكلمة” ويكبر شأن الكلمة عندما تصدرعن إنسان يتمتع بالصدق والموضوعية والمهنية العالية، ولا شك أن الإعلامي هو خير من يتربع على عرش الكلمة ويحمل على عاتقه مسؤولية البحث عن الحقيقة في مهنة إحدى ميزاتها أنها” مهنة المتاعب”، وقد سجلت الأحداث والمواقف والمراحل المتعاقبة في سفرها أسماء لصحفيين استطاعوا أن يشكلوا علامة فارقة في عالم الإعلام، وكانوا مرآة عصرهم، يعززون الوعي المجتمعي ويسلطون الضوء على القضايا الوطنية، وفي جانب آخر يشيرون إلى السلبيات في مبادرة منهم للمساهمة في تحقيق التنمية والخروج من عنق الزجاجة بوعي ودراية وعمل جاد لتحقيق التطور والتقدّم والازدهار في مجالات الحياة كافة.
واليوم ربما تفصلنا ساعات قليلة عن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الصحفيين” العيد الذهبي” لابدّ أن نشيرإلى المبادرة التي يقوم بها اتحادنا في تكريم جيل من رواد الصحافة ومؤسسيها ومن كان لهم بصمة لافتة في عالم الإعلام تقديراً ووفاء لعطائهم وعملهم، وتأكيداً على أن جهودهم حظيت باهتمام اتحادهم فكان تكريمهم بمثابة وقفة وفاء وعرفان لما قدّموه في مسيرتهم المهنية وهم يتسلحون بالكلمة الصادقة والحس العالي بالمسؤولية في سبيل تكريس القيم ودحض الفساد ومحاربته للنهوض بالمجتمع والسيربه نحو التطوروالنماء.
وهنا نستذكر الكثيرمن شهداء الصحافة الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الذود عن البلاد، والبحث عن الحقيقة فكانوا منارات لا يخبووهجها، ومن حقّهم علينا تكريمهم وتكريس إنجازاتهم كأُنموذج يحتذى في التضحية ومقارعة العدو ليس بالقلم والصورة وحسب بل بالروح أيضاً.
وقبل أن نبارك للمكرمين في تكريمهم، لابدّ أن نلفت إلى أهمية دور الإعلام والإعلاميين وخصوصاً في المرحلة التي تمر بها البلاد، وعليه من الأهمية بمكان أن تضطلع المؤسسة الإعلامية بدعم الصحفي والعمل على توفيربيئة عمل مناسبة لممارسة مهنته على أحسن وجه، فالتحديات كثيرة والعمل مضن، والمهمة شاقة، فهل يحظى الصحفي بما يليق بمهنته التي تشكّل الركيزة الأساس في ميادين المجتمع كافة؟
مبارك للمكرمين ودمتم بعطاء وألق.وكل عيد، الصحافة والصحفيون بألف خير.