الثورة _ رنا بدري سلوم:
«شتات» عرض مسرحي يتناول تفاصيل يوميّات مهاجرين يقيمان في أحد أقبية مدن الصقيع التي قادتهما ظروف مختلفة للعيش فيها، وهي مسرحيّة مقتبسة عن «المغتربان» للكاتب المسرحي «سلافومير مروجيك»، إعداد وإخراج مدير المسرح الجامعي في السويّداء وليد إياد العاقل، وتعرض يوم الأحد القادم على خشبة المركز الثقافي في السويّداء بمناسبة مهرجان المسرح الجامعي المركزي «٢٨» الذي يقيمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية.
وفي تصريح لصحيفة الثورة بيّن العاقل أننا نعيش مع البطلين «هلال ناصر الدين وعمران الصفدي»، حالة الاغتراب بكل تداعياتها النفسيّة الفكريّة والسياسيّة من خلال شخصيّتين متباينتين على صعيد الثقافة والعمل لإيصال رسالة صادقة عن أوجاع المهاجرين وهواجسهم الكثيرة، والشخصيّتان تنتميان لمنطقة جيوسياسية واحدة ربما، لكنهما فكريّاً على طرفي نقيض، ويدور بينهما حوار متوّتر ولكنه عميق. وعن الأحداث يشير إلى أن الشخصيتين تتشابهان في أصولهما الجغرافيّة الواحدة لبلد يعيش مختلف الأزمات المجتمعية والاقتصادية والسياسية التي خلّفتها الحرب بكل ما تحمله من قهر وفساد وزعزعة للبنيه التحتية والأخلاقية للمجتمعات، وفي المضمون يختلفان في الرؤى وتفاصيل الحياة اليومية الصغيرة والأهم يختلفان في المصير. وتحكي المسرحيّة عن نجيب المثقّف الذي هاجر بحثاً عن حريّته بينما حسن الرجل البسيط هاجر بحثاً عن لقمة عيشه، وفي ذلك القبو العفن وفي ليلة رأس السنة في إحدى المدن الأوروبية يكشفان أقنعتهما عن عوالمهما المختلفة. ويوضح العاقل أن عرض «شتات» فرصة لطرح الأسئلة الحياتيّة والوجوديّة في مجتمعاتنا التي غدت حطب حروب تتقاذفها يميناً ويساراً، وتودي بأبنائها لطرفي نقيض، في حين أن الوطن يحتاج لكليهما لأن الاختلاف حالة صحيّة بينما الخلاف هو سلاح مدمر. ويضيف العاقل أن العرض يقدم صورة عن الهجرة والاغتراب الذي عشّش في عقول العديد من الشباب خلال فترة الحرب التي فرضت على سورية، وخلق نوعاً من الفوضى الفكريّة والاجتماعيّة والبنيويّة في المجتمع، وهو محاولة لكشف فكرة الهجرة بما لها وما عليها، مشيراً إلى أن العرض لاقى قبولاً منقطع النظير في مهرجان المسرحي المركزي الذي أقيم بدمشق وحصل على عدة جوائز.

التالي