الثورة – منهل إبراهيم:
في وقت تقلص فيه “إسرائيل” المنطقة الإنسانية المزعومة في غزة، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن حديث الرئيس الأميركي جو بايدن عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة هو “وهم”، وذلك غداة تقديم واشنطن مقترحاً جديداً للهدنة بين “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية.
وقالت المقاومة إن “الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم”، مؤكدة أن “الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق، لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر، الجمعة، الماضية جميع الأطراف في المنطقة من تقويض جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، قائلاً إن التوصل إلى اتفاق بات قريباً.
وذكر بايدن في بيان أن وزير خارجيته أنتوني بلينكن، يزور “إسرائيل” السبت خصوصاً “للتشديد على أنه مع اقتراب التوصل إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لا ينبغي لأحد في المنطقة أن يتخذ إجراءات لتقويض هذه العملية”. وعبّر بايدن عن اعتقاده بأن الاتفاق بات يلوح في الأفق الآن، لكنه نبه إلى أن الأمر “لم ينته بعد”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 15 شخصاً من عائلة فلسطينية واحدة في قصف جوي إسرائيلي في ساعة مبكرة من اليوم (السبت) في وسط قطاع غزة، بينهم 9 أطفال و3 نساء.
واعترف متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الاحتلال على علم بتقارير عن استشهاد 15 شخصاً في غارة جوية على غزة وينظر في الأمر.
في هذه الأثناء جددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم، مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذرة من تقليص “إسرائيل” المنطقة الإنسانية المزعومة إلى 11% فقط من قطاع غزة، ما تسبب بحالة من الفوضى والخوف بين النازحين.
وخلال في منشور لها على منصة “X”، قالت “الأونروا”: “إن آلاف العائلات الفلسطينية تواصل النزوح في قطاع غزة مع إصدار السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة، ولا مكان آمن يذهبون إليه”.
وهددت قوات الاحتلال الإسرائيلية عبر مناشير ورقية، أمس الجمعة، سكان شرقي دير البلح وبلدة القرارة، وبلوكات في منطقة المواصي، ومدينة حمد وأحياء الجلاء والنصر شمال خان يونس، ببدء عملية عسكرية فيها، مطالبة سكانها بالإخلاء الفوري.
من جهتها، أكدت مسؤولة الاتصالات بالـ “أونروا” “لويز ووتردج”، استهداف أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة لآلاف الأسر الفلسطينية المتضررة وسط وجنوب قطاع غزة.
وقالت عبر منصة “X:” “آلاف الأسر الفلسطينية المتضررة وصلت مؤخراً إلى المنطقة التي استهدفتها، مساء أمس الجمعة، أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة، بعد أوامر تهجير سابقة في مدينة خان يونس الجنوبية”.
وأضافت: “لا شيء في قطاع غزة سوى النوافذ والمنازل والحياة المحطمة، والفلسطينيون محاصرون في هذا الكابوس الذي لا نهاية له”.
وتشن “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.