الثورة- فؤاد مسعد:
ليكتمل المشهد ويتوحد الشعور ضمن حالة بصرية ولونية تحمل التمايز والاختلاف، يتلاقى الفن التشكيلي مع الموسيقا مساء غدٍ في أمسية حملت عنوان «سكون»، تقيمها الغرفة الفتية الدولية بدمشق في دار الأسد للثقافة والفنون، فمع تقديم الفرقة الموسيقية أعمالاً تلامس الصوفية في مكنوناتها، تتكامل الحالة المشهدية رفقة ما تقدمه الفنانة التشكيلية يمام غنوم من تأثيرات بصرية عبر لوحتها التي تشكل خلفية متحركة للحدث.
هي لوحات تعرّفها بأنها تعبيرية تجريدية ولكن تميل للتعبيرية بشكل أكبر، والمواد المستخدمة فيها الأكريليك والمائي، وفيها كولاج، فهناك لوحات دُمِجت الصور فيها مع الألوان عبر طقس صوفي، حول فكرة عرض اللوحات في إطار «تأثير بصري» ضمن أمسية موسيقية، وما حملته اللوحات من موضوعات وأفكار تحدثت الفنانة «غنوم» إلى صحيفة الثورة قائلة: الفعالية التي تقام برعاية الغرفة الفتية الدولية كان لها محطات، أولها «محطة الإبداع السوري» وتم الافتتاح بمعرض قدمته في متحف دمر للفن الحديث وجاء بعنوان «الخلاص»، وأنجزوا محطة ثانية كانت أمسية بعنوان «سكون» في قصر العظم، فجمعنا المحطتين معاً ضمن الفعالية الحالية المُقامة في دار الأوبرا، ويتمثل التأثير البصري بلوحات المعرض التي ستتحرك بانسجام مع الموسيقا، وكل منها مرتبط بمقطوعة موسيقية معينة سيتم عزفها، وسيكون هناك شاشة خلف الفرقة الموسيقية يتم عرض اللوحات عليها وهي تتحرك مع الموسيقا.
وتشير إلى أن الفنان التشكيلي عندما يرسم تكون الموسيقا حاضرة في أغلب أوقاته، إما بذهنه أو أنه يستمع إليها، وبالتالي فاللوحات مبنية على أساس موسيقي، فيها حركة دون أن تتحرك، موضحة أنه سيتم عرض عشر لوحات تقريباً في المعرض، عن ذلك تقول: المعرض الذي أقيم كان أشبه بعزاء جماعي، خاصة أن كل شخص فقد منزلاً أو حبيباً أو حلماً، وتسميته بـ «الخلاص» لها معنيان، الأول لأني كنت في مرحلة صعبة وانتهت وقادمة نحو مرحلة جديدة غير معروفة المعالم، والثاني علاقة الأم بالطفل عبر مرحلة الخلاص التي تكون فترة الولادة، حيث تولد رابطة روحية جديدة بينهما، وهذه الرابطة الروحية تكون هي نفسها عندما نخلص من مرحلة ويبقى فيها ما هو معلّق لدينا، لكننا انتهينا من مرحلة وخرجنا نحو حياة جديدة لا نعرف إن كانت أفضل أو أسوأ.