الثورة – حلب – فؤاد العجيلي:
بعد 50 عاماً هل كتبت نهايته..؟ أرض سوق الإنتاج الصناعي والزراعي بحلب خصخصة تحت شعار الـ /BOT/، هو عنوان تحقيق نشرته صحيفة الثورة في عام 2008 بعددها رقم 13735 الصادر بتاريخ 13/10/2008، وسلطنا من خلاله الضوء على إجراءات مجلس مدينة حلب آنذاك، وعليه تم بتاريخ 2/8/2008 توقيع عقد استثمار بين مجلس مدينة حلب وأحد المستثمرين وفق نظام الـ /BOT/، لبناء فندق خمس نجوم وفعاليات تجارية متنوعة، وقام بتوقيع العقد حينها رئيس مجلس مدينة حلب الدكتور المهندس معن الشبلي والمستثمر السوري علاء كسادو.
2011 غنّى السوق “بودعك”
وتضمن التحقيق العديد من النقاط التي كشفت النوايا الهادفة إلى القضاء على هذا السوق، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن أرض بديلة، وما زالت رحلة البحث تتنقل بين منطقة وأخرى، ليودع السوق وعلى أرضه آخر دورة له “الدورة الواحدة والخمسين عام 2011، وفي وقتها قام وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور محمد نضال الشعار بافتتاح فعاليات الدورة الحادية والخمسين لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي بحلب.
تحديات كبيرة واجهتنا في التحقيق
وبالعودة إلى التحقيق الذي أجريناه في صحيفة “الثورة” عام 2008 يمكن أن نقول إن هنالك العديد من التحديات التي واجهتنا والضغوط التي كانت تمارس، ولكن تم نشر التحقيق الذي كشفنا خلاله تلاعب العديد من الجهات للحكم بإعدام هذا السوق في أرضه والبحث عن أرض بديلة يمكن أن تقام عليها الفعاليات، وللأسف حتى الآن ما زالت رحلة البحث مستمرة، لتؤكد الأيام أن تاريخ حلب الاقتصادي والاجتماعي لا تمحوه أطماع البعض.
إعادة الألق لسوق الإنتاج
ما أثلج قلوب وصدور أبناء حلب هو الاجتماع الذي ترأسه محافظ حلب حسن دياب لمجلس إدارة سوق الإنتاج، وبصفته رئيساً لمجلس الإدارة، وعليه أكد أهمية إعادة افتتاح السوق في حلب كونه يشكل نواة المعارض الإنتاجية السنوية والمحلية وحتى الدولية مستقبلاً، وذلك تجسيداً لمكانة حلب الصناعية والتجارية والزراعية، وهو ما سيبرهن على مدى تقدم اقتصادنا وتمكنه من قيادة نفسه بنفسه ومن السير إلى الأمام بخطوات ثابتة.
دياب: السوق جزء من ذاكرة حلب
محافظ حلب أشار إلى أن السوق يشكل جزءاً هاماً من ذاكرة أهالي حلب، ويساهم في إبراز الهوية الوطنية للصناعة المحلية، داعياً إلى ضرورة الإسراع باتخاذ الإجراءات اللازمة، والخطوات التنفيذية لإعادة سوق الإنتاج إلى سابق عهده بأقرب وقت ممكن، والتنسيق والتعاون بين الجهات المعنية بالمحافظة لإطلاق الفعاليات الاقتصادية ضمن الموقع.
فياض: البدء بإقامة معارض متنوعة
وفي حديثه أوضح عضو المكتب التنفيذي في محافظة حلب المهندس محمد فياض أن محافظ حلب كلفه رئيساً للجنة الإشراف على السوق، وعلى الفور تم الاجتماع مع الجهات المعنية لوضع خطة تتضمن إعادة الألق لهذا السوق وفي موقعه الأساسي الذي أشيد عليه عام 1959.
وأضاف أنه تم اتخاذ قرار بإقامة كل المعارض والمهرجانات على أرض السوق، وسيقام أول معرض بتاريخ 24 الشهر الجاري، تليه معارض متنوعة على مدار العام وبدعم من الفعاليات الاقتصادية في المحافظة، إضافة إلى وضع خطة لإعادة إطلاق فعاليات سوق الإنتاج الصناعي والزراعي في دورته الثانية والخمسين العام القادم، لافتاً إلى حرص محافظة حلب على عدم التفريط بهذا الموقع الذي يعتبر ذاكرة في تاريخ حلب الاقتصادي.
صحيفة الثورة ومن خلال متابعتها للشأن الاقتصادي في حلب، ستتابع مجريات خطوات إعادة إحياء هذا السوق بوصفه سوقاً وأرضاً للمعارض.