ثبات سعر الصرف.. نسبي خارج معادلة الأسعار.. والمستهلك من يدفع الفاتورة !!

الثورة – دمشق – وفاء فرج:
رغم استقرار سعر الصرف، ولفترة زمنية جيدة، لم ينعكس على الأسعار في الأسواق، ما يطرح السؤال عن آلية ومعادلة قائمة تتحكم بالأسواق؟.. أو أنه ثمة عوامل أخرى تحكم الأسواق، وتجعلها غير قادرة على التحكم بآليتها وضبطها؟!!
العرض والطلب مفقود..
عضو غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق أوضح لـ”الثورة” أن هناك في الواقع نظريات تتحكم بالأسواق، كنظرية العرض والطلب، والذي لا يستطيع أي شخص نكران وجودها، فكلما زاد الطلب تزداد الأسعار، ما لم يكن هناك وفرة وتنافسية للبضائع.
وبيَّن أن ما يحدث اليوم في الأسواق انخفاض واضح بحجم الاستهلاك والبيع، فإذا أجرينا حسبة بسيطة على صعيد دمشق وريفها، وهي تشكل ٢٥% من حجم الاستهلاك، حسب التعداد السكاني نجد أن الاستهلاك قليل جداً، بعيداً عن المرافق السياحية التي تعمل خلال فترة معينة (الصيف)، على خلفية وجود مغتربين ومسافرين، وهم فئة قليلة جداً لا تتجاوز ٢% ترتاد المطاعم.
وأشار الحلاق إلى أن المستهلك عندما يضطر لتسديد فاتورة الكهرباء، سيأخذ من الحصة التي كانت مخصصة للمواد الغذائية أو الكسائية أو المواد المدرسية أو سواها، مشيراً إلى أن هناك فواتير لا يمكن الاستغناء عنها كفاتورة الخلوي والكهرباء والماء والمحروقات بالحد الأدنى، لافتاً إلى أنه حتى في فاتورة الدواء، تم الاستغناء بشكل أو آخر عن جزء منها، إلا أنه لا نستطيع الاستغناء بشكل كامل، كما انخفضت فاتورة الغذاء بشكل كبير جداً كما أنها لا يمكن أن تنعدم.
ونوه بوجود قطاعات ينخفض فيها الاستهلاك بشكل كبير وواضح المعالم، وأنها تعاني، ولا يوجد أي مادة غير متوفرة، إلا أن بدائلها أصبحت مرتفعة الثمن، وهو واقع فرض نفسه، فمنذ ثلاثة أشهر حتى الآن زادت أجور النقل الخارجية، وتسببت بانخفاض الكميات المستوردة بشكل أو آخر، وارتفاع في تكلفتها إضافة إلى التضخم الخارجي، وأصبح هناك تضخم آخر، وهو أجور الشحن التي تنعكس على قيمة السلعة، وهو ما يسبب بارتفاع الأسعار.
وحسب رأي الحلاق- إن الأسواق لو كانت تسير بالمعادلة الحقيقية العرض والطلب، وإن ارتفاع الطلب وزيادة العرض يؤثر على الأسعار، وعلى الرغم من ارتفاعه، إلا أن ثباته يجعل التكلفة معروفة أكثر، وبالتالي معرفة سعر مبيع المنتج، بالنسبة للمستورد والمصنع ومنفذ البيع.
– سعر الصرف وربطه بالدخل..
وأمل الحلاق القيام بمحاولات أو إيجاد طرق من أجل تخفيض سعر الصرف، وبنفس الوقت أن يترافق الأمر مع زيادة الدخل، وبحيث يصبح هناك انخفاض حقيقي على المصاريف والأعباء التي يتكبدها المستهلك وهي تأخذ الكتلة الأكبر، ومنها المحروقات والدواء والغذاء وسواها، وبنفس الوقت أن يترافق كل ذلك بهوية اقتصادية واضحة المعالم، يمكن البناء عليها، بحيث يتم العمل على تشريعات مريحة لقطاع الأعمال، وزيادة كفاءة قطاع الأعمال من خلال زيادة الإنتاج وزيادة التوظيف، وتأمين المواد بشكل كبير، وبالتالي انخفاض الأسعار إلى الحد المكافئ للتكلفة، إضافة إلى هوامش ربحية معتدلة، وهذا الأمر يحدث عندما يكون لدينا وفرة وتنافسية.
– الأسعار وفق المتغيرات..
بدوره الباحث الاقتصادي الدكتور فادي عياش يرى أن الأسعار تتأثر بالكثير من العوامل والمتغيرات الاقتصادية والنفسية منها التكاليف والأرباح ومستوى الدخل وحجم الطلب والعرض والقوة الشرائية للنقد والقوة الشرائية للدخل، بالإضافة إلى عوامل الاستقرار والقدرة على التنبؤ بالمتغيرات المستقبلية وتأثيرها على توازنات السوق من حيث العرض والطلب.
وفي هذا السياق – وبحسب الخبير الاقتصادي- يأتي سعر الصرف كأحد العوامل المؤثرة على المستوى العام للأسعار، ولكن يتراجع تأثيره في حال استقراره كما هو الوضع الراهن.
– استقرار نسب..
ويقول: لا يخفى أن استقرار سعر الصرف النسبي هو استقرار اسمي سواء السعر الرسمي أو الموازي، وليس استقراراً حقيقياً ناتجاً عن عوامل استقرار اقتصادية، بل هو نتيجة جهود كبيرة تبذلها السلطات المالية والنقدية.
ويتساءل: إذاً لماذا تستمر الأسعار بالارتفاع رغم هذا الاستقرار؟!.
ويضيف الدكتور عياش: قلنا إن سعر الصرف أحد العوامل المؤثرة وكونه يحافظ على استقرار نسبي ولفترة جيدة، كان من المفروض أن يؤثر إيجاباً على استقرار المستوى العام للأسعار، على اعتباره يسهم في تخفيض معدلات التحوط العالية التي كان يتخذها قطاع الأعمال وكانت تساهم في ارتفاع الأسعار، إلا أن الواقع عكس ذلك.
– تركيبة الأسعار..
وبيَّن أن هذا يعود إلى سببين رئيسين يتعلقان بتركيب الأسعار، حيث الأسعار تتكون من التكاليف والأرباح، وتتغير الأسعار بتغير هذين العاملين.

أما بالنسبة للتكاليف، والكلام للخبير الاقتصادي- يعاني اقتصادنا من التضخم الجامح وأحد أسبابه الموضوعية هو تضخم التكاليف وهذا عامل محلي، وكذلك نتأثر بالتضخم المستورد والمستتر في السلع المستوردة، ولاسيما في المواد الأولية والوسيطة ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف الكلية، بالإضافة إلى الارتفاع المتتالي في أسعار حوامل الطاقة وزيادة الأعباء المالية المختلفة.
– تضخم التكاليف..
وبيَّن الدكتور عياش أن السبب الأول هو تضخم التكاليف والسبب الثاني يتعلق بالأرباح، ونتيجة تقلص حجم الطلب الكبير الناجم عن التراجع الكبير في القوة الشرائية لليرة وتراجع القوة الشرائية للدخل، تتراجع المبيعات للسلع والخدمات في السوق ومع زيادة التكاليف تتراجع الأرباح أيضاً، وفي سبيل محاولة التعويض نشأت حالات احتكارية بهدف تقليص العرض السلعي المتاح ليكون أقل من الطلب الفعال، وبالتالي زيادة الأسعار لتعويض تراجع الأرباح.
مما تقدم نجد أن المستوى العام للأسعار يستمر بالارتفاع بفعل تضخم التكاليف وزيادة الأرباح الاحتكارية، على الرغم من الثبات الاسمي والنسبي لأسعار الصرف.

آخر الأخبار
درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟