الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
تعتبر الحجامة إحدى دعامات الطب الشعبي منذ القديم، نظراً لأهميتها جرى عليها الكثير من الدراسات، نقف اليوم أمام محاضرة بعنوان “الحجامة الأكاديمية” للدكتور الباحث عبد المؤمن قشلق من على منبر رابطة الخريجين الجامعيين في حمص بحضور نخبة من أعضاء الاتحاد ورواد الرابطة.
أبرز ما تناوله الدكتور قشلق: الحجامة إجراء طبي بحت وليس طقسا دينيا حيث ارتبطت بالعديد من الخرافات، تدرس في معاهد الغرب، ولدت في المقابر من أرواح الفراعنة، ووجدت في مقابر ملوك الصين.
يقول عنها الصينيون إنها طب الإخراج الدموي، وسحب الطاقة السلبية بإجراء ثقوب صغيرة على الجلد لإخراج الدم، ودم الحجامة ليس فاسدا، إنما لرفع طاقات الجسم، وتفعيل الطاقة الإيجابية وتحويل مسار الطاقة من مسار إلى مسار في أعضاء الجسم، فنرفع طاقة العضو المصاب حتى يتماثل للشفاء عن طريق انتقاء نقاط معينة للحجامة أو الوخز بالإبر الصينية، يوجد في الجسم نقاط شمولية للحجامة، إذ يوجد في جسم الإنسان ٩٨ نقطة حجامة ٥٠ منها في الظهر.
شروط الحجامة
وبين الدكتور قشلق أنه من شروط الحجامة وجوب عدم تناول المشروبات الروحية لمدة يومين قبل موعد إجراء الحجامة وعدم تناول المروجوانة كذلك وعدم ممارسة الجنس، وأن يتم الاستحمام في الليلة السابقة للحجامة، إضافة إلى أنه لا يمكن إجراء الحجامة للأشخاص الذين يهبط سكر الدم لديهم أو ينخفض ضغط دمهم.
ولفت إلى أن الحجامة تجرى للذكر والأنثى وغير صحيح ما يتم تداوله أنه لا تجرى للأنثى لأنها تفقد الدم خلال الطمث، وتتم الحجامة الجافة الناعمة دون الوخذ بالإبر للأطفال وكبار السن.
وعن أنواع الحجامة بين أن هناك حجامة جافة وهي مجرد كاسات هواء دون وخذ بالإبر، تجرى في أي نقطة من النقاط ٩٨ في الجسم، وتتم الحجامة الرطبة مع الوخذ بالإبر أو بالتشريط.
وأشار إلى أنه تتقدم الحجامة يوماً بعد يوم، وقد ظهرت الحجامة المغناطيسية حديثاً.. ويقول الصينيون إن الحجامة تجرى مع صعود الطاقات إلى السماء، مؤكداً أن الحجامة تتم حتى منتصف النهار للأشخاص الأصحاء أما المرضى فتجرى في أي وقت.
وقد ظهرت الحجامة التجميلية للنساء عن طريق كوؤس من السيلكون بمقاسات مختلفة، يتم وضع الزيوت على البشرة ثم تحرك الكؤوس بمجرد التقاطها الجلد ولا تترك كدمات، لمعالجة تجاعيد الوجه.
وختم الدكتور قشلق: إن المنتجات العشبية قد غزت الصيدليات، ونسأل لماذا لا نهتم بهذا العلم ونجعله أحد اختصاصات المعهد الصحي أو مدرسة التمريض، علماً أنه طالب بذلك عدة مرات، وعدم وجود الكوادر التدريسية ليس عائق، ويمكن إرسال عدة بعثات للصين ليكون لدينا هيئة تدريسية.
يذكر أن الدكتور عبد المؤمن قشلق، طبيب تخرج من جامعة رومانيا، تسلم عدة مهام في مديرية صحة حمص، وصدر له عدة كتب في طب الأعشاب بالإضافة أنه كاتب وروائي صدر له روايتان، الأولى بعنوان “دموع بغداد” والثانية بعنوان “لأجلك يا مدينة الصلاة” طبعت 2024 وفازت بالمركز الثاني في مسابقة قاسم سليماني للأدب المقاوم 2023 عن فئة الرواية.