الثورة – آنا عزيز الخضر:
على نفس السوية الفنية، التي يحتاجها مسرح الطفل بكونه حاملاً للتسلية والجاذبية والجانب الترفيهي، على نفس الدرجة، هو يحتاج إلى المفاهيم والأفكار الجادة، التي تنير له طريق الحياة المثالية، التي ستكون عوناً له، حتى يميز مابين الخطأ والصواب، لأن تلك الخطوات الترفيهية، لم تكن إلا تمهيداً لإيصال الأفكار والمفاهيم ،كي يتم قبولها بسلاسة وإقناع.. هذا ما عملت عليه المسرحية الموجهة للأطفال (الملك فانوس والقط بسبوس) من تأليف نور الدين الهاشمي، إعداد وإخراج عبد السلام بدوي على صالة مسرح القباني بدمشق.
تناول العرض قصة الملك الطيب، والذي يريد خدمة أناسه، لكنه يحاط بحاشية، تبتعد عن الصدق، وهي تعمل على فشل مساعيه الكثيرة وأعماله، ومبادراته المستمرة لم تهدأ.. من ثم يكتشف الملك حقيقتهم عن طريق الحكيم الرشيد، الذي يميز بين الحق والباطل ويتمسك بالأخلاق الرفيعة والقيم، تلك التي توجه دوما إلى طريق الخير والمحبة، ما يرفع من خطاب العرض وينوع من مقولاته وقدرته على التوجه لأوسع الشرائح الاجتماعية، وتقديم رؤية جمالية ناضجة، امتلكت مقدرة الحوار مع الصغار واليافعين والكبار.
وهذه الميزة امتلكها على الدوام مسرح الأطفال في سورية، ليكون مسرح العائلة، مخاطباً جميع أفرادها.. وذلك عبر قصة مشوقة مسلية، وحاملة للحكمة والمعادلة الإنسانية المحكمة الصنعة في دراما فيها حقائق مقنعة لجميع الشرائح، وإن كان الأسلوب المسرحي يخاطب عالم الطفولة.
شارك في التمثيل داود الشامي، أنس الحاج، أحمد حجازي، خالد مولوي، ياسمين الجباوي، وسيم قزاز، عبد السلام بدوي.