التعلّم عن طريق اللّعب العاني لـ «الثورة»: متابعة الطفل ذي الإعاقة ومنحه الدعم

الثورة _ منال السماك:
يميل الأطفال إلى اللعب بالفطرة، فنراهم يقضون أوقاتهم باللهو، ويعتبر اللعب وسيلتهم الأساسية لاكتشاف العالم من حولهم، وإشباع رغباتهم وتفريغ طاقاتهم، وتشير الأبحاث التربوية إلى أهمية اللعب، وأن معظم الألعاب تؤدي دوراً فعالاً في نمو الأطفال عقليا وجسدياً ونفسياً واجتماعياً وانفعالياً، ولكن قد يتساءل البعض عن أهمية اللعب عند الأطفال ذوي الإعاقة، وعما يمكن أن يتعلمه الطفل ذو الإعاقة من خلال اللعب، وما الصعوبات التي يمكن أن تواجه تعلمه عن طريق اللعب؟!

اختلاف طبيعة اللعب
تلك التساؤلات كانت محور لقاء «الثورة» مع رئيس مجلس أمناء مؤسسة العنقاء رفيف العاني، والتي أشارت في البداية إلى أن اللعب هو حياة الطفل فهو يمثل جميع جوانب يومه، ولا يفرق بين اللعب والعمل، فيبدأ بالمناغاة وتحريك يديه ورجليه لتوصيل شعوره بالفرح، ومن هنا يبدأ بتنمية مهارات التواصل، ويتعلم اللعب والحركة ويجد نفسه موضع مسؤولية ويتحكم فيما يفعل ويؤثر بسلوك الآخرين ما يشعره بالرضا، وهذا ينطبق على الطفل ذي الإعاقة مع اختلاف طبيعة اللعب بينهم، وهنا على الأهل متابعة الطفل ذي الإعاقة ومنحه الدعم المتوفر، وعدم تحجيم حريته في اختيار اللعب الذي يختاره، ومنحه إمكانية التعلم عن طريق اللعب، فإضافة شاحنة إلى جبال الرمل سيعلم الطفل الذي يبني قصراً من الرمل، أن هناك وسائل ميكانيكية تساعده ما يثير اهتمامه، ويعلمه كيفية استخدامها.
ولكن هناك صعوبات تواجه الطفل ذا الإعاقة أثناء اللعب، فبالنسبة لطفل التوحد قد يجد صعوبة في نطق الكلمات والتواصل البصري مع أقرانه، ما سيمنع إمكانية التواصل بينه وبين زميله الذي بدأ الحوار معه، ويصرفه عنه وقد لا يحدثه مرة ثانية.
يسهم في نموهم الحسي والحركي
وتتابع الأستاذة العاني.. هنا يأتي دور اختصاصي التخاطب لتعليم الطفل مهارات لغوية، ويلعب معه ألعاب انتظار الدور وتعاقب الأدوار في الحديث معه من خلال اللعب، وسيتم تشجيع الطفل وتعليمه الحوار والرد، ليتمكن لاحقاً من محادثة أصدقائه، مذكراً الطفل باستمرار أن يثبت نظره عليه، ويقول له (انظر إلي عندما أتكلم)، وكذلك للعب دور في النمو الحسي الحركي للطفل فيتعلم من خلاله الجري والقفز والتسلق، التي تعتمد على قوة الأطراف وتتطلب التوازن والتناسق بالحركات الكبرى، ويمكن للطفل بعمر الأربع سنوات ركوب الدراجة، بينما يتأخر الطفل ذو الإعاقة في اكتساب هذه المهارة، ويستغرق وقتاً أطول لتعلم مهارات اللعب البسيطة، فالطفل ذو الإعاقة غير القادر على الزحف يفتقد لوجود التناسق والتتابع الحركي، فيأتي دور الاختصاصي لمساعدته على تخطي المرحلة من خلال ألعاب تعتمد الزحف والمرور من أنفاق ضيقة، مع تقديم المساعدة وتلقينه الحركة حتى يصل إلى حالة الاتزان واكتساب حركة الزحف كخبرة من الخبرات التي يقوم بها.
رفع القدرة على التركيز
وتؤكد العاني على أهمية اللعب للطفل ذي الإعاقة، فما يتعلمه الطفل الطبيعي بالمشاهدة أو النمو، إذ يحتاج الطفل ذو الإعاقة إلى من يعلمه ذلك عن طريق اللعب، وينطبق ذلك على المهارات العقلية، فيحتاج الطفل الذي يفتقد مهارة التركيز إلى معلم يصنع له مهارات أساسية، من خلال صور لبعض المفاهيم الضمنية، ليتمكن من إدراكها، ثم منحه التعزيز في حال تمكنه من التركيز والإجابة المناسبة، ثم يقوم المعلم بزيادة مدة التركيز التي تقاس بالدقائق حتى يتمكن من رفع قدرته على التركيز والانتباه.
اكتساب المهارات
وتلفت بقولها لناحية الصعوبات التي يواجهها الطفل ذي الإعاقة: يواجه الطفل ذو الإعاقة تأخراً في اللعب وفق عمره، فلا يستطيع التواصل مع الأطفال واستخدام التعبيرات اللفظية وغير اللفظية أو فهمها، مع عدم القدرة على التحكم بالحركات الدقيقة، وضعف إدراكه لجسده وصعوبة التخطيط أو النشاط الزائد من دون هدف، وعدم القدرة على الوقوف أو الجلوس ساكناً، وتبرز لدينا على المستوى العقلي عدم القدرة على تقديم اقتراحات اللعب والالتزام بقواعدها، وضعف الذاكرة والقدرة على الكلام والحوار، وتكرار سلوكيات غريبة مع عدم قدرة البعض منهم كأطفال التوحد على تحمل لمس الآخرين، فالطفل يتعلم الاتجاهات والمسافات والملمس من خلال اللعب، والمهم اكتشاف المشكلة والبدء بتدريبه على هذه المهارات من خلال اللعب ليجاري أقرانه الأصحاء، ويتم ذلك بإشراف اختصاصي يضع الخطة المناسبة للطفل حسب إعاقته، لتعليمه المهارات العقلية والحركية والاجتماعية واللغوية والسلوكية، مع مراعاة معيار القدرة العقلية والفئة العمرية.
تعاون الأهل والاختصاصي
وعن أهمية دور الأهل، أكدت العاني أن على الأهل معرفة المشكلات التي يعاني منها طفلهم، ومنحه الفرصة للتعلم عن طريق اللعب في المنزل، وتوفير الوقت الكافي للعب التخيلي معه، ومساعدته على تكوين مجموعات اللعب مع الإخوة، وتعليمه مهارة الدور والانتظار من خلال ألعاب الأسرة، وعند إتباع سياسة الدمج يصبح الكثير من الأطفال ذوي الإعاقة، قادرين على التواجد مع أقرانهم الأصحاء، واللعب معهم من خلال المشاركة في الألعاب الحركية والذهنية البسيطة التي تساهم في تطورهم ونموهم، ولابد من التأكيد على أن كل طفل ذي إعاقة يمتلك القدرة على التعلم وفق قدرته، ودورنا كأهل ومتخصصين منحه فرص التعلم المتنوعة، فاللعب أهم وسيلة لتعليم الطفل ذي الإعاقة، لأنه يصعب عليه اكتساب المهارات من دون بذل جهود متضافرة من الأهل والاختصاصيين معاً.

آخر الأخبار
تعزيزاً للأمن الغذائي.. مخبزان جديدان بريف إدلب  وقفة تضامنية في درعا مع المتطوع المختطف حمزة العمارين   "السياحة" تعلن نتائج الثانوية الفندقية بنسبة نجاح 74.93 بالمئة دراسة مواقع سياحية محتملة للاستثمار بحمص   استجابة شباب القرى… حين وقف أبناء بيت ياشوط سداً أمام ألسنة النار    إعلام عبري: "إسرائيل"  تعتزم استدعاء 100 ألف جندي لاحتلال غزة  إزالة التعديات على الشبكة الكهربائية في درعا خدمات مميزة لمرضى الجلد  في مستشفى الجولان الوطني نعيم أقبيق لـ"الثورة" : تصريحات نتنياهو تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وتعكس عدوانية الكيان قمة بوتين- ترامب.. هل تمهد لحلّ الملفات الشائكة؟ قراءة في توافق تقريري لجنة التحقيق الدولية واللجنة الوطنية الباحث جواد خرزم: الشفافية وترسيخ القانو... باراك: تقرير لجنة التحقيق الدّولية بشأن سوريا إنجازٌ ملموس وقابل للقياس الدفاع التركية تجدد دعمها لوحدة سوريا وسلامة أراضيها عشية قمة ألاسكا.. مخاوف أوروبية من صفقة ترامب وبوتين على حساب كييف الأدلاء السياحيون.. سفراء النهضة على أبواب التاريخ التدخلات الإسرائيلية.. العائق الأكبر أمام تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا عودة أكثر من 411 ألف سوري إلى بلادهم من تركيا منذ كانون الأول الماضي شبابنا... تفاقم أزمات وطاقات خارج الاستثمار من الاستنفاد إلى الانطلاق.. 17 ألف طالب حتى الآن يستعيدون مستقبلهم الجامعي إدانات عربية وإسلامية لتصريحات نتنياهو: تهديد للاستقرار وتعد على سيادة الدول