الثورة _ عبير محمد:
يُسهم الذكاء العاطفي الاجتماعي في زيادة قدرة المعلمين والطلبة على التكيف مع البيئة الصفية والمجتمع المدرسي الذي يعيشون فيه، ويساعد المعلمون على دمج الطلبة الذين يميلون إلى الجلوس منفردين أو لا يرغبون في مشاركة أصدقائهم الأنشطة الصفية من خلال مساعدتهم على فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين وتنمية ذكائهم العاطفي.
فمعرفة المعلمين بالذكاء العاطفي وكيفية تنميته تُسهم في تحقيق الرفاهية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة.
وحول مفهوم الذكاء العاطفي الاجتماعي، يعرفه كل من ماير وسالوفي (Mayer & Saloey) بأنه القدرة على مراقبة المشاعر والانفعالات الذاتية وانفعالات الآخرين، والتمييز بينها لتوجيه تفكير الفرد وأفعاله.
وفي عام 2000 طورا المفهوم إلى القدرة على معالجة المعلومات العاطفية بما تتضمنه من إدراك واستيعاب وفهم وإدارة الانفعالات.
وبالتالي تنبع أهمية الذكاء العاطفي الاجتماعي كونه يساعد على التكيف الاجتماعي من خلال فهم الانفعالات الذاتية وانفعالات الآخرين والتعاطف معهم، ويحافظ على علاقات جيدة مع أفراد الأسرة والأصدقاء وأفراد المجتمع، ويساعد الفرد كذلك على وضع الأولويات المهنية والشخصية والاجتماعية، ويضبط حالات الغضب والانفعالات والمشاعر السلبية.. وكما يقلل من الميل نحو العنف والعدوان بين أفراد المجتمع ويشيع المحبة والتعاطف بينهم.
ويرى دانيال جولمان (Daniel Goleman) أن الذكاء العاطفي الاجتماعي يدل أننا لدينا دماغان وعقلان – وذكاءان مختلفان: الذكاء المنطقي والعاطفي أي أن هناك:عقل يفكر وعقل يشعر، وكلما كانت المشاعر أكثر حدة زادت أهمية العقل العاطفي وأصبح العقل المنطقي أقل فاعلية.
المشاعر ضرورية للتفكير والتفكير مهم للمشاعر، فالعاطفة تغذي وتزود عمليات العقل المنطقي بالمعلومات، والعقل يعمل على تنقية مدخلات العاطفة.
إذا تجاوزت المشاعر ذروة التوازن لا بد من إيجاد توازن بين التفكير المنطقي والعاطفة.
ويؤكد جولمان (Goleman) في كتابه الذكاء العاطفي على أن الدراسات الاستطلاعية، وبحوث الدماغ تشير إلى أن العاملين الذين لديهم القدرة على فهم انفعالاتهم وإدارتها والتعامل مع مشاعر الآخرين بشكل جيد، هم متفوقون في جميع مجالات الحياة، فالذكاء المعرفي يشكل 20% من النجاح في الحياة المهنية، بينما نسبة 80% من النجاح في الحياة المهنية يعود لما يمتلكه الفرد من ذكاءات أخرى أهمها الذكاء العاطفي.
نماذج الذكاء العاطفي ومكوناته
تناول عدد من الباحثين والمهتمين الذكاء العاطفي وتنوعت النماذج التي فسرت هذا الذكاء ومكوناته، وكان أبرزها نموذج ماير وسالوفي.. عرفا الذكاء العاطفي بأنه: القدرة على مراقبة المشاعر والانفعالات الذاتية وانفعالات الآخرين، والتمييز بينها لتوجيه تفكير الفرد وأفعاله، وتعاملاً مع الذكاء العاطفي على أنه مقدرة عقلية مثل أنواع الذكاء الأخرى.
ويتكون النموذج لديهما من أربع قدرات هي: القدرة على الوعي بالانفعالات والتعبير عنها بدقة: بمعنى قدرة الفرد على التعبير عن الانفعالات سواء من خلال الحركات أو ملامح الوجه أو الصوت أو الإشارات.
القدرة على استخدام الانفعالات لتسهيل عملية التفكير: أي توظيف الانفعالات للمساعدة في زيادة التركيز أو التفكير بشكل إيجابي وتحسين التفكير.
القدرة على فهم وتحليل الانفعالات: وتعني قدرة الفرد على تحليل الانفعالات وتسميتها وفهمها وتفسير معناها.
القدرة على إدارة الانفعالات: وتعني القدرة على تنظيم الانفعالات وإدارتها لتكون معينة للفرد ومساعدة له على تطوير علاقاته مع الآخرين وتحسينها.
