الثورة – دمشق – محمود ديبو:
على غير العادة اختفى الازدحام ولم يعد هناك صراخ ولا فوضى ولا باعة خبز.. بضع مواطنين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة حصلوا على خبزهم بدقيقة، وغادروا مستغربين..
بالفعل كانت ساعة رضا لكن ما السبب يا ترى؟!، هكذا كان يتساءل المتواجدون في المكان، ليتبين الأمر بأن هناك جولة تفقدية أو كما أسماها البعض (كبسة) على بعض الأفران في منطقة المزة بدمشق، للوقوف على واقع العمل فيها، وربما كانت في جزء منها استجابة للشكاوى العديدة عن حالات الازدحام المفتعل التي يقوم بها باعة الخبز، ويحرمون المواطنين من سهولة الحصول على خبزهم اليومي، وربما بالتنسيق مع عدد من العاملين في تلك الأفران.
كان من المستغرب فعلاً ألا تجد أكثر من خمسة أشخاص على كوى أفران الأكرم الاحتياطية، في وقت كان على المواطن (العادي) أن ينتظر ويدخل في معمعة (التدفيش) والازدحام غير المفهوم، وهو يرى الخبز يخرج من فوق رأسه ليستقر في أحضان الباعة وبكميات كبيرة، فيما هو ينتظر الحصول على ربطة أو ربطتين.
وعليه نجد أن ضبط هذا الأمر ومعالجة مشاهد الازدحام المفتعلة على بعض الأفران يمكن حلها بثوان قليلة، ولا يحتاج الأمر للجان وجلسات وقرارات، فالأمر هنا يحتاج لمتابعة ميدانية ومستمرة مع اتخاذ إجراءات مناسبة من شأنها منع كل مخالفة.
اللافت هنا أن اختفاء الباعة وفراغ كوى الأفران من الازدحام والفوضى حصل قبل وصول الجولة، وكأن هناك من أعلم البعض بقدومها، فاختفى الباعة من أمام الفرن وتلاشى الازدحام ولم يعد هناك أي مظهر يدلل على أن المواطن يواجه معاناة حقيقية في الحصول على خبزه اليومي..
وهنا نسأل كيف علم هؤلاء بقدوم الجولة ومن أخبرهم، على اعتبار أن الغرض من مثل هذه الإجراءات هو مشاهدة الواقع كما هو، والتأكد من وجود فوضى واستغلال وبيع للخبز (المدعوم) يستفيد منه بعض العاملين بالفرن والباعة الذين باتوا يعدون بالعشرات، ويستمرون بعملهم لساعات وليس لمرة واحدة أو مرتين باليوم..
أليس من الضروري أن تكون مثل هذه الجولات غير معلنة، ليكون لها الأثر المطلوب في معالجة أي خلل..؟؟.