د. جورج جبور:
لن أضيف على الكثير الذي كتب عن الدكتور سليم الحص وقيل فيه، وكله ثمين يرسم صورة رائعة لرجل شأن عام قل مثيله في لبنان وفي البلاد العربية .
التقيت به عدة مرات في مؤتمرات عقدت في بيروت، بعض منها عقدته منظمة هو رئيسها هي المنظمة العربية لمكافحة الفساد.
إلا أنني أذكر معه ثلاثة مواقف لا أتبين الآن أياً منها سبق الآخر. في مؤتمر بفندق الشام بدمشق، نظمته السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.
كان الرئيس الحص رئيس الجلسة. تحدثت ورأيت ، ضمن أمور أخرى، ان من المناسب أن تكون في سورية هيئة لحقوق الإنسان. أذكر أنه تكلم مثنياً على مجمل ما تكلمت به.
ثم في مرحلة ما من مراحل مسعايَّ للفوز المستحيل بمنصب “المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة”.. تلقيت منه رسالة تأييد مكتوبة. ولا ريب أنني وزعتها بسخاء. لدي الرسالة. قد يتاح لي البحث عنها، ويطيب لي إرسالها لمن يشاء.
أما أهم ما أذكره في الصلة مع دولة الرئيس الحص فكانت دعوته لي للمشاركة في ندوة أدارها هو بنفسه.. كانت ذات عنوان طويل دبلوماسي عن أثر الخارج في الانتخابات النيابية العربية.
كان بحثي مكتوباً أشرت ضمنه الى حاجة العالم لإقامة “حلف فضول دولي يجعل من كل العالم ما تعاهد فضلاء مكة أن تكونه” أي مدينة خالية من الظلم.
في نهاية الجلسة التي ألقيت فيها بحثي تقدم إلي أحدهم وأعلمني ان الأمم المتحدة قبل ثلاثة أشهر استجابت الى ما أطالبها به وهو اعتبار حلف الفضول وثيقة مبكرة من وثائق حقوق الإنسان. عقدت الندوة في فندق البريستول يومي 12 و 13 آذار 2008.. هيأت الندوة المناسبة لكي نعلم عن فتح سجله حلف الفضول.
كان للدكتور الحص حضوره العربي في مشاريع إصلاح جامعة الدول العربية، وكان له حضوره الدولي في جامعة الأمم المتحدة. ومن الجميل أن يكون للجامعتين إسهام في مناسبة قادمة.
قد يكون لما ساهم به ضمير لبنان في القاهرة وفي طوكيو أثر في إيقاظ الضمير العربي والضمير العالمي.. رحم الله الفقيد الكبير الذي لن يغيب.