الثورة – طرطوس – فادية مجد:
مع تصدر الأخبار عن مرض جدري القردة، والذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية في منتصف شهر آب الجاري, تساؤلات جرت بين المواطنين عن الفرق بينه وبين جدري الماء وعن إجراءات مديرية صحة طرطوس الاحترازية للوقاية منهما.
رفع الجهوزية
للإجابة عن التساؤلات السابقة تواصلنا مع رئيس شعبة الأمراض السارية في مديرية صحة طرطوس الدكتور معتز غنوم والذي أكد لـ”الثورة” أن وزارة الصحة أعلنت خلو سورية حالياً من مرض جدري القردة، لافتاً إلى أنهم قاموا بعدد من الإجراءات، وتم تعزيز وتكثيف برامج ترصد الأمراض الوبائية وخاصة على المعابر الحدودية، وتقديم المعلومات الخاصة بجدري القردة، وتتضمن التعريف القياسية للحالات، وتوزيع استمارات تقصي للحالات في حال ورود أي إصابات في المستقبل، وسيتم عزلها مع اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ونوه بأنه ومن ضمن الإجراءات التي قامت بها المديرية الصحة، رفعت مستوى العاملين الصحيين وتدريبهم على التعريف القياسية لمرض جدري القردة مع رفع جهوزية القطاع الصحي عن طريق الإجراءات الاحترازية التي يتوجب اتخاذها كارتداء الكمامة وغسل اليدين وتطهير الأسطح، وتجنب الاحتكاك مع الحيوانات ولاسيما القوارض إضافة لعزل الحالات المشتبهة في حال ورودها.. وأوضح أن أي شخص لديه علامات مترافقة مع عدوى بفيروس جدري القردة يخضع للمراقبة الصحية، ويمنع سفره دولياً ومحلياً.
وعن تشخيص أعراض مرض جدري القردة أوضح د.غنوم أنها تتمثل بطفح جلدي حاد وغير مفسر مع صداع وترفع حراري فوق ٣٨ درجة ونصف مع آلام عضلية وخاصة في منطقة الظهر ووهن عام واعتلال العقد اللمفاوية، منوهاً بأن اعتلال العقد اللمفاوية أو ضخامتها هو ما يميز الإصابة بجدري القردة عن جدري الماء.
ولفت إلى أن جدري الماء يختلف عن الطفح بجدري القردة، وفيروس جدري الماء كذلك يختلف عن فيروس جدري القردة وحتى الفصيلة الفيروسية لجدري الماء هي أيضاً مختلفة عن فصيلة الفيروسات المسببة لجدري القردة.
وأكد أن إصابات جدري الماء موجودة ومنتشرة في سورية، ولكن مسيطر عليها، ولكنها تزداد خلال فصل الشتاء وفي موسم المدارس بسبب الكثافة العددية، مبينآ أن عدد الحالات بجدري الماء لا يتجاوز الخمس إلى عشر إصابات في الشهر على صعيد المحافظة، منوها أن جدري الماء ينتقل عن طريق التماس المباشر مع المصاب أو عن طريق الرذاذ أو المفرزات التنفسية وهو أسهل انتقالا من جدري القردة، الذي يحتاج إلى تماس متواصل ومخالطة وثيقة مع الإنسان المصاب أو الحيوان المصاب.
ونصح غنوم في ختام حديثه بضرورة التباعد الاجتماعي وتخفيف الازدحام، واتباع قواعد النظافة الشخصية وارتداء الكمامة وتطهير الأسطح وتجنب التماس المباشر مع الحيوانات وخاصة القرود, هذا أمر نحن بعيدون عنه في بلدنا، مؤكداً أن جدري الماء لا يتطور لجدري القردة لأن فيروس جدري الماء يختلف عن فيروس جدري القردة وحتى فصيلة الفيروسات المسببة لجدري القردة مختلفة تماماً عن فصيلة الفيروسات المسببة لجدري الماء.
فرق ترصد وتقي
رئيس المنطقة الصحية في الدريكيش الدكتورة هنادي دبرها أفادت أنه بالنسبة لانتشار مرض جدري الماء في مدينة الدريكيش هو ضمن حدوده الطبيعية حتى الآن، وهي عبارة عن حالات مفردة وتشفى تلقائياً، ويلاحظ أن الأعداد ترتفع في موسم المدارس بسبب سهولة العدوى، وهي في الأغلب تشفى تلقائيا، ولمنع انتقال العدوى بهذا المرض الفيروسي يتم عزل المريض في منزله لتجنب انتقال العدوى للآخرين.
وعن إجراءات المنطقة الصحية في الدريكيش قالت: إجراءاتنا حول هذا المرض وجميع الأمراض السارية من خلال فرق الترصد والتقصي الوبائي المنتشرة في جميع المراكز، وتقوم بالإبلاغ الفوري عن أي ظاهرة مرضية.
ولأن المرض ليس له علاج أو لقاح، فتقوم فرق التثقيف الصحية بالتعريف بطرق الوقاية من المرض وضرورة مراجعة اقرب وحدة صحية لأخذ العلاج اللازم، وضرورة اتباع قواعد النظافة الشخصية وإعطاء السوائل للمريض وخافضات الحرارة وضرورة غسل الأيدي وعزل المصابين حتى يتماثلوا للشفاء، مع التوصية بضرورة ارتداء الكمامات أثناء المرض وفي الأماكن المزدحمة، بالإضافة لتوضيح أهمية اللقاح للأطفال من دون الخمس سنوات حسب برنامج التلقيح الوطني لما له الدور الأساسي في الحماية من الأمراض وتعزيز المناعة التي تقي من الأمراض التي تصيب الإنسان أو تخفف من شدتها.
رأي متخصص..
طبيب الأمراض الجلدية الدكتور عبد الحليم ربيع عّرف جدري الماء بأنه مرض معدٍ يسببه فيروس جدري الماء (Varicella-Zoster Virus).، ويُعرف هذا المرض أيضاً باسم “الحُمَة الوردية” ويتميز بظهور طفح جلدي حاك يتطور إلى بثور مملوءة بسائل.
ولفت إلى أن أعراضه تتمثل بالطفح الجلدي حيث يبدأ الطفح كبقع حمراء مسطحة، ثم يتحول إلى بثور مملوءة بسائل، وفي النهاية يتقشر، إضافة للحمى المصاحبة للطفح وتكون خفيفة إلى معتدلة، وهناك الحكة الشديدة، وأعراض أخرى قد تشمل الإرهاق، فقدان الشهية، والصداع.
وعن طرق الانتقال ذكر الدكتور ربيع أن فيروس جدري الماء ينتقل بشكل رئيسي عبر الهواء من خلال قطرات السعال أو العطس، ويمكن أن ينتشر أيضاً من خلال ملامسة البثور المليئة بالسائل أو من خلال ملامسة الملابس الملوثة.
وحول علاج جدري الماء أكد أنه في معظم الحالات، لا يتطلب جدري الماء علاجاً خاصاً، لأن المرض يزول من تلقاء نفسه، ويتم التعامل مع الأعراض من خلال الأدوية واخذ فترة راحة مع العناية بالجلد من خلال استخدام المستحضرات المهدئة لتقليل الحكة.
وعن إجراءات الوقاية قال يُوصى بتلقي لقاح جدري الماء، وخاصة للأطفال للوقاية منه، مع الحفاظ على النظافة وغسل اليدين بانتظام وتجنب ملامسة الأشخاص المصابين.
وذكر الدكتور ربيع أنه بالمقارنة بين جدري الماء وجدري القردة السبب المسبب لجدري الماء فيروس الحماق النطاقي، بينما جدري القردة يسببه فيروس جدري القردة.. ومن ناحية الأعراض جدري الماء يتميز بطفح جلدي يبدأ كبثور حمراء ثم يتقشر، بينما جدري القردة يتضمن طفحاً جلدياً أكثر تطوراً، مع حدوث تضخم في الغدد اللمفاوية.
ومن ناحية الانتقال كلا المرضين ينتقلان من خلال الاتصال المباشر، ولكن جدري القردة يمكن أن ينتقل أيضاً من الحيوانات إلى البشر، وأخيراً يوجد تطعيم فعال لجدري الماء، بينما لا يوجد تطعيم محدد لجدري القردة، ويعتمد العلاج بشكل أكبر على تخفيف الأعراض.