الثورة – ترجمة غادة سلامة:
بعد ستة أسابيع تدخل الحرب على غزة عامها الأول. لقد قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وجُرح ما يقرب من 100 ألف، ودُمرت الأراضي الفلسطينية بالكامل بسبب خرق “إسرائيل” لكل قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ويبدو أن نتنياهو عازم على إطالة حياته السياسية على حساب حياة الفلسطينيين. ومع اقتراب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الانتخابات، يشعر نتنياهو بوضوح أن الوقت في صالحه.
ولكن الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 كانت تقترب أيضاً. وهذا يعني أن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل لن تواجه أبداً أي نوع من العقبات الحقيقية من جانب إدارة بايدن. وببساطة، منعت ردود الفعل الانتخابية المحتملة (ولا تزال تمنع) تطبيق أي ضغوط جدية على الكيان الصهيوني.
وعندما يتقاسم معظم الأميركيين وجهة نظر مماثلة مؤيدة لإسرائيل، ويكون الخصم الانتخابي مؤيداً أكثر حماسة لسياسات نتنياهو، ولذلك فإن قطع المساعدات العسكرية لإسرائيل يعني الهلاك المؤكد للأصوات التي تطالب بدعم “إسرائيل” ونتنياهو بهذا الكم الهائل من الأسلحة أمريكية الصنع، وهذا على ما يبدو لم ولن يحدث أبداً لأن الولايات المتحدة و”إسرائيل” هما وجهان لعملة واحدة.
وفي ضوء الحقائق المذكورة أعلاه، فإن المراقب المحايد قد يجد أن الإدعاء بأن واشنطن قد تعمل كوسيط بين الجانبين أمر سخيف بشكل واضح ويدعو للسخرية. فلا يستطيع أي مسؤول أميركي حالي يتمتع بقدرة كبيرة على اتخاذ القرارات أن يتحمل سياسياً اتخاذ إجراءات ذات مغزى لكبح جماح العدوان الإسرائيلي على غزة، لأن الولايات المتحدة تزود “إسرائيل” بالأسلحة نفسها التي تستخدمها لإحداث دمار شامل في غزة.
والحقيقة الأساسية هي أن الساسة الأميركيين لا يستطيعون ولن يتمكنوا من إجبار “إسرائيل” على تبني موقف تفاوضي عقلاني. ولا تتمتع أي دولة غربية أخرى بالمصداقية اللازمة للاضطلاع بدور الوساطة.
وعلى نحو مماثل، اضطرت صحيفة “نيويورك تايمز” في نهاية المطاف إلى الاعتراف بأن هدف نتنياهو المعلن المتمثل في القضاء على المقاومة الفلسطينية غير واقعي، فسوف تضطر في نهاية المطاف أيضاً إلى الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وكلما أسرع محررو نيويورك تايمز في قبول هذا الواقع، كلما تمكنوا من المساهمة في تحويل الإدراك العام في هذا الاتجاه، والمساعدة في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتمكين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم.
المصدر – ميدل ايست منتيور