الثورة – دمشق – غصون سليمان:
على إيقاع الإنجاز والسرور ودع ١٣٠ طالباً وطالبة من أبناء العمال أنشطتهم المتنوعة في النادي العمالي الصيفي “الأنشطة النقابية” بدمشق، والذي استمر طوال شهر آب، مارس فيه الأبناء مجمل الأنشطة الرياضية والترفيهية والفنية بإشراف مدرسيهم ومدربيهم المتطوعين من كوادر الطبقة العاملة، ويولي اتحاد عمال دمشق وريفها اهتماما كبيرا بالجوانب الاجتماعية والثقافية والمهنية وغيرها.
في حفل الختام الذي تميز بالعروض المتقنة لفقرات (اليوغا، والغناء، الموسيقا، والملاكمة، الجودو، والكاراتيه، والزومبا) بحضور رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي باتحاد عمال دمشق وريفها ورؤساء وأعضاء مكاتب النقابات، عبر الأهالي عن سعادتهم بما شاهدوه من حجم الجهد والتعب في تعليم أبنائهم كل ما هو جميل ومفيد.
تستحق الرعاية والاهتمام
رئيس اتحاد عمال دمشق وريفها عدنان الطوطو وبعد مشاهدته لعروض الختام عبر عن سعادته الغامرة ومحبته لأبناء الطبقة العاملة الذين أثاروا في النفوس روح العزيمة والتفاؤل بجيل سورية المستقبل، مؤكداً لـ”الثورة” أنه مهما قدمت المنظمة النقابية لأبناء الطبقة العاملة لا ترقى إلى مستوى ما يقدمه العامل السوري المخلص، ولفت إلى أنه ترجمة لشعار السيد الرئيس بشار الأسد “الأمل بالعمل” فإن الطبقة العاملة ترجمت هذا الشعار قولاً وفعلاً بكل ثقة ومحبة.
وقال الطوطو: كانت الطبقة العاملة خلال فترة الحرب الرديف الحقيقي الأول للجيش العربي السوري، وقدمت كل مقومات الصمود لأبناء هذا الشعب، تدافع بيد وتنتج باليد الأخرى، وحافظت على عجلة الإنتاج الاقتصادي رغم الصعوبات وويلات الحرب المختلفة، لذلك فإن أبناء هذه الطبقة هم أمانة في أعناقنا جميعاً.
وأضاف رئيس الاتحاد أنه من خلال متابعاته ومشاهداته لفعاليات النادي، رأى حجم الاهتمام والتميز رغم الإمكانيات المتواضعة، ولكن هذا الأمر لا يمنع من وضع كل الإمكانيات المتوفرة في خدمة أبناء الطبقة العاملة، ويجب ألا ننتظر حتى تصبح الإمكانيات مليئة، ففي وقت الحاجة لابد من بلسمة الجراح وتخفيف المعاناة قدر المستطاع، موجهاً التحية والإكبار لشهداء الوطن وشهداء الطبقة العاملة متمنيا الشفاء العاجل لجرحانا.
توفير بيئة عمل مناسبة
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال دمشق وريفها- أمينة الثقافة ميادة الحافظ أشارت في لقاء لـ”الثورة” إلى أن هدف اتحاد عمال دمشق هو إتقان العمل وتوفير بيئة عمل مناسبة للعامل وأبنائه، وهذا ينعكس من خلال تقديم مقومات هذه البيئة بشكل مناسب من جهة، ومن جهة أخرى تحقيق الراحة النفسية، وبالتالي نعزز مفهوم الدور الاجتماعي للعامل وأفراد أسرته، فحين نحقق لهذه الشريحة متطلباتها الترفيهية والثقافية والاجتماعية فهو يولد لديهم طاقة إيجابية، وهذا ما نعمل عليه باستمرار.
ولفتت إلى أن أنشطة الاتحاد الصيفية من رياضية وثقافية وترفيهية وتعليمية دائمة في النادي العمالي ومجاناً خاصة في شهر آب الذي يضم أبناء الطبقة العاملة، ويتم اختيارهم ضمن شروط مناسبة لأن استيعاب العدد الكبير غير مجد نظرا لحجم النادي الصغير، والأهم في هذا السياق اختيار أبناء العمال المتفوقين والمتميزين في دراستهم ومن لديهم المواهب المختلفة.
الحافظ أكدت على أهمية وجود الكادر التدريسي والتدريبي المتميز والمثقف والقادر على إيصال الرسالة من جسم الطبقة العاملة، ما يسهل ترجمة مواهب الطلبة والتلاميذ من خلال عملهم التطوعي مع أبناء العمال، بهدف إضفاء روح التعاون والتعاضد الاجتماعي والألفة بين الإخوة العمال بتجمعاتهم النقابية المختلفة من خلال المحاضرات والندوات الثقافية، فيما الأبناء يمارسون التعارف والانسجام مع الآخرين عبر أنشطة النادي الصيفي فيجسدون المحبة على أرض الواقع كما أهاليهم.
وبينت أن المشرفين على النشاطات لا يقدمون فقط المعلومة وإنما ساهموا في إخراج ما في داخل الطلبة من مواهب دفينة لا يستطيعون إظهارها ربما بالشكل المطلوب من رسم وعزف وغناء ولياقة بدنية وغيرها.
كما أن أنشطة النادي العمالي لا تغفل الجانب الوطني وتنمية روح الانتماء وحب الوطن وتعزيز مفهوم المواطنة حسب تأكيد أمينة الثقافة نظراً لظروف الحرب العدوانية القاسية التي مرت على بلدنا والتي لعبت على كي الوعي وتسميم الأفكار وتضليل المصطلحات والمفاهيم، وبالتالي لابد من العمل الجاد على تصويب الهدف أمام أجيالنا وكيف نزرع فيهم بالقول والفعل طاقات الحب للوطن والأرض والعمل على بنائه وتطوره، من خلال تنظيم معين نسير عليه بانتظام، ففي الصباح هناك دائما النشيد العربي السوري، ودقيقة الصمت وممارسة أشياء أخرى تنمي روح المبادرة، إلى جانب النشاط التفاعلي الجماعي الذي ينمي روح الألفة والمحبة بين أبناء العمال.
وأكدت الحافظ على أهمية وجمالية اللوحات الفنية التي قدمها أبناء العمال بعروض ختام شهر النشاط والترفيه بحضور ذويهم والمعنيين بالتنظيم النقابي لناحية معرفة نوع الأنشطة التعليمية والترفيهية والرياضية التي قاموا بها.
٨٩ ميدالية
رئيس مجلس إدارة النادي العمالي أحمد عزو أوضح أن نشاط عمل النادي متكامل لناحية الأنشطة الرياضية بدءاً من البيغ بوكسينغ، والموتاي، والجودو والكاراتيه، وكذلك الأشغال اليدوية والفنية وتعلم الخط والرسم والموسيقا وغيرها.
ولفت إلى أن البطولات التي تمت على مستوى الجمهورية لناحية الجودو والكاراتيه كان نادي عمال دمشق ينال فيها المركز الأول، فقد حصل النادي العمالي خلال العام الحالي على ما يقارب ٨٩ ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية.
متعة اليوغا
مدربة اليوغا ميرنا ديب صاحبة الخبرة والشغف بهذا الفن والمواظبة على التواصل مع أبناء العمال من خلال أنشطة هذا الشهر المخصص لهم، أوضحت في لقاء معها كيف أن الأطفال بدؤوا عاماً بعد عام يرغبون جداً لفكرة اليوغا، فمع كل تمرين يجري الحديث فيه عن فوائدها وتأثيرها الإيجابي على العضلات والعمود الفقري، حتى نجد الأطفال والطلبة يسارعون حين طرح أي سؤال حولها ليأتي الجواب من الأطفال فورا عن متعة ممارستها وفوائدها الصحية والنفسية.
ديب بينت أن تمرينات اليوغا المتعددة وتقنيات التنفس وتفاعل الأبناء معها ساعد على إنجاز لوحة فنية رائعة قدمت في عرض الختام، خاصة وأن الأطفال أظهروا لديهم انسجاما لافتا بالحركات وبتقنية عالية ما يدل على رغبتهم وشغفهم، فمن يراهم لا يحسبهم أنهم طلاب مرحلة ابتدائية، وإنما طلاب معهد رياضي نظرا لحركات الأداء المتقنة.
ليس مجرد رقص
وقدمت مدربة الزومبا كاترين كرادو لوحة فنية راقصة عكست حجم سعادة الأطفال والحضور على أنغام الموسيقا والأغاني لأطفال متعددي الأعمار، مبينة أن إيقاع الحركات ليس مجرد رقص وإنما تم المزج بين التمارين الرياضية والرقص المناسب، ما يعزز نمو جسم الطفل بشكل سليم لطالما اعتمدت الحركات المختلفة على الدقة والمرونة واللياقة.
وعن كيفية التعاطي مع الأعداد الكبيرة من أطفال النادي في رقصة الزومبا ذكرت كرادو أن التنظيم أساس نجاح أي عمل حيث تم اعتماد التدريب كل صفين مع بعض، مثل الصف الخامس والسادس، الرابع والثالث، وهؤلاء تم تدريبهم خلال ثمانية أيام على سبع رقصات تم تقديم جزء من كل رقصة في حفل الختام.
استثمار العطلة الصيفية
وباسم الأهالي ذكرت ديمة خليل من نقابة الصناعات الغذائية، أنه من خلال هذا النادي الصيفي تعلم أبناؤنا الكثير لكيفية العمل الجماعي بروح المحبة والألفة والتعاون عبر رعاية مواهبهم ودعمها، وتشجيعهم على ترسيخ السلوك الحسن وفعل الخير، وكذلك الاستفادة من العطلة الصيفية واستثمار أوقات فراغهم لناحية تأطيرها وفق نشاطات متنوعة، رياضية وموسيقية- وتعليمية- وترفيهية، بشكل مجاني.مقدرة جهود اتحاد عمال دمشق وريفها والكادر الإشرافي والتدريبي على الأداء المتميز في المعاملة والمحبة التي ترجمت من خلال حب أبنائنا الالتزام بالنادي وعدم الغياب- ما يعكس أهمية ما قدمه الكادر التدريسي من تعليم ودعم ورفع المعنويات.
هذا وجرى تكريم عدد من العمال والكادر الإداري والتدريبي المشرف على هذا النشاط.