الثورة- ريم صالح:
يواجه الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات حقوقية جسيمة، عبر تعرضهم لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ويوماً بعد يوم تتفاقم معاناتهم بشكل كبير بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي، حيث يتعرض الأسرى لظروف اعتقال مأساوية، بعد المداهمات الانتقامية، وإصدار أحكام إدارية بحقهم دون تهم واضحة، ما يكشف عقلية الاحتلال الإجرامية وانتهاجه سياسة تعسفية غير مسبوقة بحق الأسرى، ضاعفت من ظروفهم وانعكست سلباً على حياتهم داخل المعتقلات.
وفي هذا السياق أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسرى في «عيادة سجن الرملة» يعانون من ظروف صحية سيئة، في ظل إهمال طبي متعمد، وحرمان من الأدوية والعلاج.
واستندت الهيئة في تقريرها الصادر اليوم الأحد، ونقلته وكالة وفا، إلى حالتين من الأسرى يعانون داخل عيادة المعتقل، حيث يمارس بحقهم سياسة القتل البطيء كحالة الأسير إبراهيم النعانيش من مخيم طولكرم، والذي جرى اعتقاله بعد إصابته بانفجار من قبل قوات الاحتلال، حيث أُصيب بإصابات بالغة في البطن والظهر، وأجريت له عملية جراحية تمثلت بقص جزء من أمعائه، ومازال في جسده شظايا كثيرة نتج عنها تقرحات دائمة في منطقة الظهر والقدم، ولا يشعر بقدميه، وينتقل على كرسي متحرك.
أما الأسير محمد خضيرات من محافظة الخليل، فيعاني من سرطان في الغدد اللمفاوية منذ عام 2009، وفي تاريخ 5/02/2024 أجريت له عملية زراعة نخاع، ويستوجب على إدارة سجن الاحتلال تقديم جرعات بيولوجية له، ودواء بشكل مستمر، إلا أنه ومنذ اعتقاله وحتى تاريخ الزيارة يوم أمس لم يقدم له أي شيء، وعلى الرغم من خطورة وضعه الصحي تم نقله إلى ما يسمى»سجن عوفر».
وحذرت الهيئة من الإخفاق الدولي المؤسساتي والرسمي تجاه الأسرى الفلسطينيين بشكل عام والمرضى بشكل خاص، مشددة على ضرورة التدخل السريع والجدي لإجبار حكومة الاحتلال للالتزام بالقوانين والأعراف الدولية التي تعنى بحقوق الأسرى المرضى.
يشار إلى أن عدد الأسرى المرضى تجاوز 800، منهم مصابون بالسّرطان، والأورام بدرجات متفاوتة، بالإضافة إلى عشرات ومئات الجرحى، وممن يعانون جراء التعذيب منذ السابع من تشرين الأول الماضي وحتى اليوم.
