عمار النعمة:
لا شكّ أن من زار حلب، وشرب من مائها وتجول في حاراتها وأسواقها لن ينساها أبداً، فحلب الشهباء المدينة المتجددة النابضة بالحياة والحيوية والجمال تملك إرثاً حضارياً، يشهد له التاريخ وصفحات الكتب ابتداءً من قلعتها وأسوارها ومساجدها وكنائسها وأسواقها الشرقية التي تعدّ واحدة من أطول الأسواق الأثرية المسقوفة بالعالم إذ تمتد لمساحة تزيد عن 15 كيلومتراً.
حلب مدينة الجمال ومنبع الثقافة والموسيقا، المدينة التي لاتهدأ عن العمل، واحدة من المدن السورية التي واجهت الإرهاب بكل صبر وبسالة فصمدت وقاتلت وانتصرت فكانت حكاية عظيمة سيرويها الزمان ودرس يتعلمه الأجيال القادمة.
حلب الحضارة والثقافة آلاف من سنين العطاء، والمسيرة لا تزال مستمرة ،فهي تغزل اليوم حكاية بطولة تضاف إلى البطولات السابقة لتدور عجلة الحياة فيها من جديد بفضل توجيهات الدولة السورية وعزيمة أبنائها، فكان منذ أشهر افتتاح قلعة حلب بعد انتهاء مرحلة الترميم وإعادة تأهيل البرج المتقدم الجنوبي من القلعة الذي تأثر بشكل كبير جراء الزلزال وأصبح إمكانية الدخول إلى القلعة آمناً بأياد وكوادر وطنية.. لتشهد مجدداً ومنذ أيام عودة ٤ أسواق جديدة بعد ترميمها وهي (سوق الأحمدية وسوق الحدادين وسوق الحبال وسوق السقطية الشرقي) مع استمرار ترميم وتأهيل باقي الأسواق ليعود الألق إليها.
ما يقوم به السوريون ليس عادياً، فهم يحافظون على تاريخهم وحضارتهم، يعملون كخلية نحل، مؤمنون برسالة هذا الوطن، رسالة المحبة والإنسانية والحضارة، بالإضافة إلى إقامة العديد من النشاطات الثقافية التي تجمع بين الأصالة والإبداع والحفاظ على الهوية السورية.
السلام لحلب عتيقة المدن، وسنديانة الزمان، وروح التاريخ وجماله وبهائه، سنبقى نردد ما قاله “الأخطل الصغير”: نفيتَ عنكَ العلا والظرف والأدبا.. وإن خلقت لها إن لم تزر حلبا.. لو ألف المجد سفراً عن مفاخره.. لراح يكتب في عنوانه حلبا.