ميساء العلي :
كالعادة ومع اقتراب كل موسم زراعي تُعقد الاجتماعات على المستوى الوزاري الموسع فقبل عدة أيام شارك أربعة وزراء في اجتماع حكومي للحديث عن كيفية تسويق موسم الحمضيات، وكالعادة أيضاً تكررت ذات العبارات والكلمات التي باتت مفتاحية عند مناقشة تسويق أي موسم زراعي فالبداية مع كلمات استعراضية ومطالبات ودعوات والنتيجة ذاتها في كل موسم فالفلاح لا يسمع سوى تلك الوعود الرنانة وتستمر معاناته.
هل نكتفي في كل موسم بالاجتماعات وتقديم الوعود والسيناريوهات التي تبين الاهتمام الكبير لتسويق هذا المحصول ومساعدة الفلاح على تصديره وتسويقه داخلياً وخارجياً مع الحديث عن أشكال دعم جديدة إلا أنها في الواقع لا تغني ولا تسمن من جوع.
مشكلة تسويق موسم الحمضيات قديمة جديدة ويبدو أن الحلول التي يتم طرحها في كل موسم لم تستطع أن تتجاوز الإشكاليات التي تعترض عملية التسويق وكأننا لا نتعلم من أخطائنا في كل موسم ويبقى الوضع على ما هو عليه وبالنتيجة الفلاح هو المتضرر الأول .
لا يخفى على أحد أن التسويق هو كلمة السر لنجاح أي منتج، وهو كلمة السر الثانية في توسيع دوائر النمو، لذلك فإن تسويق الحمضيات يعني أنك تدعم مزارعيها وتدعم تشغيل اليد العاملة، وتدعم – كنتيجة أيضاً- خزينة الدولة عندما يتم تصديره إلى الخارج.
ما الذي ينتظر موسم الحمضيات بغض النظر عن الإنتاج المتوقع لهذا الموسم، وماهي الآليات والبرامج التي سيطبقها المسؤولون عن التسويق، إن كان للسوق المحلية، أو للأسواق الخارجية؟.
فمع كل المواسم التي تأتي نتطرق إلى التسويق، بل لعل كلمة تسويق تستهلك الكثير من حيز الإعلام، فيا ترى هل يدرك صناع القرار ما هو التسويق أم فكرتهم عنه أنه عملية بيع للمحصول فقط.
أرباب التسويق يعتقدون أن عمليته تبدأ قبل المواسم الزراعية، قبل الجني أو الحصاد يتم تحديد حاجات السوقين المحلي والخارجي، وكيفية إطلاق المنتج وطريقة البيع وأفكار (الترويج) والسعر.
الاستراتيجيات حتى الآن لم تزل منقوصة، لا تقارب واقع المواسم، كما أنها ارتجالية، ولا تتمتع بالديمومة، وليست راسخة في مشهد الأداء الرسمي، وكل ذلك جعل من مشكلات التسويق ودعم الصادرات مستمرة، ومستدامة دون حل مع العلم أنه يمكن مقاربة الحلول الناجعة بالعمل والعمل فقط.