ناصر منذر
لليوم الثالث والثلاثين بعد المئة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، متسلحا بالدعم الأميركي المستمر، والغطاء الغربي الذي توفره له الحكومات الأوروبية للإفلات من المسائلة والعقاب، وسط استمرار حالة الشلل الذي يعاني منها مجلس الأمن، وعجزه عن إصدار قرار جاد وفعلي وملزم يضع حدا للعدوان.
وفي هذا السياق استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم جراء سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي كثيف، استهدف خلالها الاحتلال الأحياء السكنية في مناطق متفرقة من القطاع المنكوب.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 33 شهيداً و67 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 333 على القطاع ارتفع إلى 40819 شهيداً و94291 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن فلسطينيان إحداهما طفل استشهدا، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين شمال غرب مدينة خان يونس، ونقلا إلى مستشفى ناصر في المدينة، كما تعرضت ذات المنطقة لقصف الاحتلال المروحي.
كما ارتفع إلى ثلاثة عشر عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي منذ ساعات الصباح بينهم شهيدان وعدد من الجرحى في قصف خيام النازحين قرب سجن أصداء بخان يونس.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا في محيط مفرق الشهداء بمخيم البريج وسط القطاع، كما أطلقت آليات عسكرية للاحتلال النار شرق المخيم.
وفي وسط قطاع غزة، أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها تجاه محيط تبة النويري وأرض أبو معلا غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ومحيط شركة الكهرباء شمال المخيم.
ونسف جيش الاحتلال مبان سكنية جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، كما استهدفت طائرات حربية للاحتلال منزلاً واشتعلت النيران فيه دون إصابات بصفوف الفلسطينيين في شارع النفق شرق المدينة.
وارتقى ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى بقصف تجمع الفلسطينيين بشارع كشكو بحي الزيتون جنوب مدينة غزة. كما استشهد شاب وأصيب خمسة في قصف مماثل على شارع النديم بنفس الحي.
وارتقى ثلاثة شهداء جراء غارة من مسيرة «كواد كابتر» استهدفت مجموعة من الفلسطينيين شرقي مدينة رفح. فيما ونجحت فرق الإسعاف في انتشال جثامين اربع سيدات بعد استشهادهن يوم أمس في حي التنور شرقي رفح.
وفي سياق مواز، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند أن حجم الدمار هائل في قطاع غزة، وأن الاحتياجات الإنسانية كبيرة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، داعياً إلى وقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة وفا عن وينسلاند قوله في بيان اليوم عقب زيارته لقطاع غزة: «حجم الدمار هائل والاحتياجات الإنسانية هائلة ومتزايدة»، مضيفاً: «أدين بشكل قاطع العدد المروع للقتلى المدنيين في غزة».
ولفت وينسلاند إلى أن عودة ظهور مرض شلل الأطفال تشكل تهديداً جديداً للأطفال في القطاع، مشدداً على ضرورة إجراء حملات التطعيم ضد المرض.
وأشار وينسلاند إلى أن حياة عدد لا يحصى من الأسر تدمرت وأنه من الضروري وقف إطلاق النار في القطاع.

السابق