راغب العطيه
بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسرى الفلسطينيين،أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أنّ مرض الجرب تفشى بشكل كبير بين صفوف الأسرى في عدة معتقلات -وتحديداً- في (النقب، ومجدو، ونفحة، وريمون)، جرّاء الإجراءات الانتقامية التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى والمعتقلين بعد السابع من تشرين الأول الماضي، والتي تندرج ضمن سياسات التّعذيب والتّنكيل الممنهجة والمتصاعدة بحقّ الأسرى، والتي تشكل أحد أوجه حرب الإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة.
وبيّنت الهيئة والنادي في بيان مشترك، اليوم الثلاثاء، ونقلته وكالة وفا، أنّه واستناداً للعشرات من الإفادات التي نقلها محامون من المعتقلين داخل السّجون، إضافة إلى شهادات الأسرى المفرج عنهم، أنّ مرض الجرب تفشى منذ شهور بشكل كبير في عدة معتقلات مركزية، وفعلياً حوّلت إدارة السّجون المرض إلى أداة تعذيب وتنكيل من خلال التعمد بتنفيذ جرائم طبية بحقهم، بحرمانهم من العلاج، وعدم اتخاذها أي من الإجراءات اللازمة لمنع تفشي المرض، مشيرة إلى أن العديد من الأسرى خرجوا للزيارة في بعض الأحيان بعد مرور فترة على إصابتهم، وبدت أجسادهم مشوهة من المرض والدماء والتقرحات على أجسادهم من آثار الحكة الشديدة.
وأكدت الهيئة والنادي أنّ إجراءات إدارة السّجون التي فرضتها على الأسرى، إلى جانب عمليات التّعذيب، كانت السبب المركزي في انتشار المرض، ومن أبرزها: عدم توفر الكميات اللازمة من مواد التنظيف بما فيها التي تستخدم للحفاظ على النظافة الشخصية، إضافة إلى تقليص كميات المياه، والمدد المتاحة للأسير بالاستحمام، وسحب الملابس من الأسرى، فاليوم غالبية الأسرى يعتمدون على غيار واحد، وبعضهم منذ فترات طويلة يرتدي ذات الملابس ويضطر لغسلها وارتدائها وهي مبللة، عدا عن حالة الاكتظاظ الكبيرة داخل الأقسام مع تصاعد حملات الاعتقال اليومية، كما أنّ قلة التهوية، وعزل الأسرى في زنازين تنعدم فيها ضوء الشمس، أسهم بشكل كبير في انتشار الأمراض.
وأضافت أنّ الجريمة الأكبر التي تنفّذها إدارة سّجون الاحتلال بحقّ الأسرى رغم انتشار المرض، هو التّعمد بنقل المصابين بأمراض معدية من قسم إلى قسم، الأمر الذي ساهم في تصاعد أعداد الإصابات، علما أنّه ومن بين المصابين أطفال أسرى.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى، خاصة أن السجون التي تفشى فيها مرض الجرب، يقبع فيها العشرات من الأسرى المرضى، ومنهم من يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة.