ما الذي يحدث إذا اعتمد النادي على شخص واحد؟ الجواب حدث كثيراً في الدوري السوري ويحدث الآن خصوصاً مع بطل الدوري للمرتين الماضيتين، وهو الانهيار المالي المفاجئ عندما يتوقف هذا الشخص عن دعمك لعدم قدرته على ذلك.
الاعتماد على شخص هو تماماً مثل البناء على أساس قد يتحرك في أي لحظة ويسقط البيت، ولطالما تحدث كل السوريين عن بيت القصيد ولكن لم نر نادياً يتجه نحو بيت القصيد هذا، بل تتكرر المأساة نفسها مع ناد أو أكثر كل عام.
قلنا ونقول إن الرياضة مال، والمال يتأتى من خلال البنية التحتية القوية للنادي، فعدا المشاريع الاقتصادية الرابحة يتوجب النظرة المستقبلية وليس الآنية، نأخذ الدوري اليوم ونسقط غداً وبعد غد وهذا ليس تفكير الكبار.
إذا قمت بتعيين مدربين برؤى وخطط واضحة على الفئات العمرية من القواعد للأشبال والناشئين والشباب والأولمبي فأنت خلال ٣ إلى ٥ سنوات تستطيع إنشاء جيل كامل من اللاعبين الذي تستطيع أن تعتمد عليه وتستطيع أن تبيعه للفرق الأخرى.
كرة القدم اليوم علم واقتصاد وفن .. وأين نحن من هذا كله؟ كلوب عندما استلم نادي ليفربول قال لهم إنه يريد 4 سنوات من أجل تحقيق الألقاب، علما أنه في ناد من أكبر أندية العالم ولديه لاعبون من أفضل لاعبي العالم وقد حقق ما قال، بينما نحن نبدل في كل عام أكثر من إدارة وأكثر من مدرب !
ما يحدث داخل الفتوة هو مثال عن الدوري كله_ إن لم يكن رياضتنا كلها، وربما يسهم (شخص خطأ) واحد بزعزعة ناد كامل فما بالك بأشخاص؟ خلال أقل من شهر إدارتان تستقيلان بسبب الضائقة المالية الخانقة التي يمر بها نادي الفتوة.
المعلقون والمتابعون على وسائل التواصل وضعوا الحق على القيادة الرياضية لمحافظة دير الزور، والبعض طالب باستقالة تنفيذية دير الزور وعزوا ذلك لعدم قدرتها على مساعدة النادي وعدم تقديم الحلول وعدم تقديم أي شيء جديد بما يخص الملعب ومنشأة النادي.
تخيلوا إدارة تستقيل كلها ما عدا عضو واحد يرفض الاستقالة ومتمسك بمكانه علماً انه معروف ببخله الشديد تجاه التعاقدات وقصة اللاعب الذي طلب ٣٠٠ مليون معروفة، أخذه العضو إلى مقهى شعبي وقال له إنه لن يعطي أكثر من ٥٠ مليوناً ثم ترك المكان ووضع حساب الشاي على اللاعب، ونحن لم نورد هذا المثال إلا كشاهد على مجمل الشخصية التي ترفض الاستقالة ولو على حساب دمار النادي بأكمله!
خلاصة القول: إن الحل يكمن اليوم في تعاضد جميع أبناء نادي الفتوة مع بعضهم والتبرع للنادي بأي مبلغ كان وحتى التواصل من قبل المسؤولين مع تجار المدينة، ولكن هذا حل مؤقت يجب بعده العمل على منشأة النادي وجعلها مؤسسة تجارية ناجحة، ونتمنى أن يكون درس الفتوة نبه الآخرين كي لا نرى نادياً سورياً آخر يلمع سنة أو سنتين ثم لا يجد مالاً يتعاقد به مع لاعب!