الثورة – ترجمة رشا غانم:
اكتشف الباحثون بأن سمكة استوائية صغيرة تحجم نفسها في مرآة قبل مهاجمة سمكة أخرى، مما يشير إلى أن لديها وعيا ذاتيا متطورا.
وكانت سمكة بلوستريك-سمكة الشعاب المرجانية الإقليمية بحجم الإصبع- أول سمكة تجتاز “اختبار المرآة”، حيث يستخدم العلماء هذا التقييم لتحديد ما إذا كان الحيوان يتعرف على انعكاسه على أنه جسمه وليس كحيوان آخر.
والآن، كشفت دراسة جديدة أن هذه السمكة لا تعرف فقط متى تنظر إلى نفسها، ولكنها في الواقع تستخدم انعكاسها لمقارنة حجم جسمها بحجم التهديد.
وقال الباحثون في تقريرهم بأن دراستهم أثبتت أن أسماك الشعاب المرجانية هي أول حيوان يتم إثباته لامتلاك وعي ذاتي خاص.
هذا وأجرى فريق البحث، بقيادة تايغا كوباياشي من جامعة أوساكا متروبوليتان في اليابان، نوعين من الاختبارات على 15 سمكة غامضة، حيث تم اختبار كل سمكة على حدة، ونشر الفريق نتائجهم في التقارير العلمية.
وقام الاختبار الأول بتقييم رغبة السمكة في شن الهجوم، وبغض النظر عن حجم السمكة في الصورة، فإن الأسماك الحقيقية هاجمت، وبعد ذلك، اختبر الباحثون ما إذا كان وجود مرآة سيؤثر على قرار السمكة بالقتال، ثم كرروا الاختبار الأول بينما قدموا للسمكة الحية مرآة، وتم تقسيم الخزان لمنع الأسماك من رؤية انعكاسها والصورة في نفس الوقت.
وفي هذه المرة، وجد الباحثون أن الأسماك الحية فحصت انعكاسها قبل أن تقرر ما إذا كانت ستقاتل أم لا، ويبدو أن هذا يؤثر على اختيارها، وبعد النظر إلى أنفسهم في المرآة، هاجمت الأسماك الحية صورة الأسماك الصغيرة فقط- وليس الأكبر.
ويشير هذا إلى أن الأسماك حجمت نفسها ضد التهديد، وتزن مخاطر الهجوم قبل اتخاذ القرار.
وأفاد كوباياشي:” كان هذا غير متوقع لأن لدينا صورة أن هذه السمكة تظهر دائما العدوان على المنافسين، بغض النظر عن الحجم”.
“هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها حيوان غير بشري بعض الحالات العقلية- مثل صورة الجسد العقلي والمعايير والنوايا والأهداف- التي هي عناصر الوعي الخاص أو الوعي بالحالة الداخلية للفرد”.
وذكر الباحثون في تقريرهم أن “هذه النتائج تشير إلى أن الأسماك المرجانية من المحتمل أن تمتلك حالتين ذهنيتين: صورة ذهنية لجسمها ومعايير داخلية لمقارنة حجم الجسم”
لكن لا توجد مرايا في المحيط- مما يثير سؤالا مهما: كيف تطور غضب السمكة المرجانية للحصول على هذه المهارة الفريدة؟
وشرح كوباياشي للصحيفة:” إنه في كل من الطبيعة والمختبر، من المفيد أن تكون الأسماك قادرة على مقارنة حجمها بحجم التهديد قبل الهجوم، مشيراً:” إلى أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن الأسماك ذكية بما يكفي لاستخدام المرآة كأداة لصنع القرار، وهذه النتائج لها آثار مهمة على فهمنا للوعي الذاتي ليس فقط في الحيوانات الأخرى، ولكن في البشر أيضا.”
المصدر – ديلي ميل
