من جملة ما يجب أن تتخلص منه كرتنا المنتخباتية، العاطفة الهوجاء التي تحملها إلى أعلى الدرجات، أو ترميها في أدنى الدَركات، حسب النتائج التي تحققها، في أي استحقاق رسمي، أو أي دورة أو بطولة خلبية..!
نفتقد لأدنى مقومات الموضوعية، نترك الشارع الكروي، الذي في معظمه مشحون بشحنات موجبة وأخرى سالبة، يقيّم الأمور ويطلق الأحكام ويقرر ما هو واجب الرفع، وما هو لازم الخفض، فيرفع أسهم هذا المدرب ويضعه في مصافِ الكفاءة والقدرة الخارقة، وكذا يفعل مع ثلة من اللاعبين، يعرج بهم إلى الفضاء، أو يرميهم في غياهب التواضع والمحسوبيات وصفقات التسويق الفاشلة..
فلا الانتصارات والنجاحات، على ندرتها، توضع في سياقاتها الطبيعية،ولا الانتكاسات والهزائم تأخذ أبعادها في حتمية التقييم الصحيح الذي يدفع باتجاه كشف مكامن الخلل تمهيداً لمعالجتها وتصحيح مسارها..
في أول ظهور رسمي مع مدربه الإسباني الجديد حقق منتخبنا الأول فوزين نظيفين على منتخبين مغمورين، وتوج بلقب دورة دولية ودية، فانطلقت الأصوات التي تدغدغ العاطفة فحسب، في كل الاتجاهات، وشارفت عبارات المديح والثناء على النفاد، وكأننا اهتدينا إلى ينابيع الماء الزلال، بعد عقود من الظمأ والسراب!.
السابق
التالي