د. جورج جبور:
هل ينتجون ما يشبه اعتذاراً غربياً من الشرق في آذار 2025؟
أما الأسف فهو ما أعلنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في آذار 2000 عن وحشية الفرنجة الذين أتوا إلينا “لينشروا الحقيقة” – كما في النص المعلن.
وأما التقاعد فهو ما كان نصيب قداسة البابا بندكتوس بعد حديثه الفلسفي عن الجهاد، وبعد لفت، أو لفتي، النظر إلى ما في ذلك الحديث من انتقاص من قيمة المسيحية المشرقية.
وأما عن طوفان الأقصى فحدِّث ولا حرج، له فضل إلغاء وعد بلفور فكرياً وقانونياً لدى معظم العالم، مهما كانت النتائج العسكرية والبشرية على الأرض.
وفي الجوهر:
١- يرفع مستوى الأسف عن حروب الفرنجة.
٢- يقدم أسفاً إلى مسيحيي المشرق بتصحيح الفهم المتداول لأعمال الرسل.
٣- يعتذر كل البلافرة عن احتقارهم لحق تقرير المصير، وتمجيدهم للأصولية الدينية.
لماذا آذار 2025؟
هو موعد ربع قرن على الأسف البابوي، السابقة الشجاعة، على تواضع العبارات، التي أقدم عليها البابا يوحنا بولس.
هذه كلمة موجزة موجهة إلى كل المعنيين بمستقبل العالم، ولاسيما منهم أولئك الكبار المتنادون إلى هذا البحث قريباً في قمتهم بنيويورك.
لكنها بالتخصيص الأدق موجهة إلى مجلس كنائس الشرق الأوسط، وأمانته العامة في بيروت. بكل حرص علمي أقول: استطاع المجلس إزاحة الغشاوة عن رؤية مجموعات واسعة من مسيحيي الغرب إلى قضية فلسطين، رغم محددات تحكمه.
هي كلمة موجزة قد أتابعها وقد تنشأ ظروف تحول دون ذلك، وأنا أتوغل في النصف الثاني من العقد التاسع. إلا أنني سأسر إن كان لها صدى رغم تواضع إتقاني لآليات التواصل الواسع.
*دمشق بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وحديث بشأن التقاعد البابوي.