الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
في رواية غسان كنفاني المشهورة «رجال في الشمس» يختبىء مجموعة رجال داخل خزان الوقود الفارغ ليصلوا إلى الكويت .. بعد أن يجتاز السائق نقطة التفتيش يجدهم وقد فارقوا الحياة من لهيب الحرارة..يصرخ بحزن : لماذا لم يقرعوا جدار الخزان ..؟ اليوم نعود إلى غسان كنفاني لنستعيد صرخة السائق ولكن بشكل آخر مختلف تمامًا : لقد صرخنا وقرعنا الجدار مرات ومرات .. لكن ثمة من غسلت عقولهم وقلوبهم وكانوا في المقلب الآخر.. بل أنهم أكثر خطرًا من العدو الذي يعلن بكل صلف وغرور أنه لن يترك وسيلة مهما كانت من أجل تحقيق أهدافه العدوانية ..ما يمارسه الكيان الصهيوني أفظع وأبعد من جريمة لا يمكن السكوت عليها من قبل العالم كله .. كيف يمكن أن يقبل العالم أن تكون أدواته التقنية مصدر خطر وهي الموت الذي يحمله معه .. بينما وجدت لتكون في خدمته.. لقد تغول العدو الصهيوني، ليس على غزة ولبنان إنما العالم كله.. والغريب أن بعض الإعلام العربي يمضي في ركب الترويج له وكأنه الناطق الرسمي باسمه .. لقد انحدر المشهد الإعلامي عند البعض إلى الدرك الأسفل..وهم شركاء فعلاً في سفك الدم العربي والإنساني.
العدد 1206 –24-9 -2024