الثورة – دمشق – جاك وهبه:
برعاية وزارة الصناعة، انطلقت اليوم أعمال المؤتمر السوري الأول للزيوت المعدنية والشحوم الصناعية، تحت شعار “أهمية زيوت الأساس وزيوت التشحيم في التنمية المستدامة ودورها في دعم الاقتصاد الوطني”.
ويكتسب هذا المؤتمر أهمية كبيرة نظراً للدور الحيوي الذي تلعبه صناعة الزيوت والشحوم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، سواء من خلال تعزيز الإنتاج الصناعي المحلي أو من خلال تقليل الاعتماد على الاستيراد.
كما يمثل المؤتمر منصة هامة لتبادل الخبرات والآراء حول أحدث التطورات في هذا القطاع، والبحث في سبل تحسين جودة الزيوت وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة لضمان كفاءة الأداء والحفاظ على البيئة.
وقد تناولت الجلسة الأولى من المؤتمر المحور الاقتصادي والبيئي عبر مجموعة من المحاضرات التي تناولت تأثير تدوير الزيوت المستعملة على الاقتصاد والبيئة، إلى جانب خطط الإدارة البيئية والمواصفات الدولية لنظام الإدارة البيئية ISO 14001:2015، مع تسليط الضوء على واقع سوق الزيوت المحلي.
وتتابعت الجلسات لتناقش في الجلسة الثانية محور الجودة والإطار التنظيمي، حيث تم استعراض محاضرات حول المواصفات القياسية السورية والجوانب التشريعية، بالإضافة إلى ضبط جودة اختبارات تقييم زيوت التزليق وسبل تعزيز الثقة في كفاءة مختبرات التحليل الكيميائي.
فيما ركزت الجلسة الثالثة على المحور التقني والفني، حيث تطرقت إلى أهمية زيوت الأساس والإضافات الكيميائية وتصنيف الزيوت المعدنية وصناعة الشحوم، مع التأكيد على أهمية انتقاء الزيوت المناسبة للمحركات.
معاون وزير الصناعة أيمن خوري أكد في كلمته على أن الصناعة تعد واحدة من الركائز الأساسية والداعمة الهامة للاقتصاد الوطني، وتعتبر الموضوع المحوري للعمل الحكومي، كونها القاطرة التي تقود القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتلعب دوراً محورياً في التنمية الاقتصادية، حيث تسهم في إنتاج السلع الاستهلاكية والخدمية، وتوفير فرص العمل، وتشجيع البحث والابتكار.
وأضاف خوري: “قبل الحرب الظالمة التي تعرضت لها سورية، كانت الصناعة السورية، بشقيها العام والخاص، تشهد تطوراً ملحوظاً، وحققت المنتجات السورية قدرة تنافسية عالية في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، وذلك بفضل الجهود الحكومية المبذولة، ودعم التعاون مع مختلف القطاعات الإنتاجية”.
وأشار خوري إلى أن الصناعات الكيميائية كانت دائماً من الصناعات الرائدة في سورية، ويعتبر قطاع إنتاج الزيوت الأساس الذي يدعم العديد من القطاعات الحيوية الأخرى، حيث إن هذه الصناعات لها استخدامات متنوعة، بدءاً من المحركات الصناعية، مروراً بصناعات الطاقة والتعدين، وصولاً إلى الصناعات الزراعية.
كما أكد على أهمية المؤتمر قائلاً: “أهمية هذا المؤتمر تنبع من تنوع الجهات والشركات المشاركة فيه، والذي يضم عدة وزارات وصناعيين ومستهلكين، إلى جانب الجامعات ومراكز البحث العلمي، وأن هذا التنوع يعزز التواصل والتعاون بين الأطراف المختلفة في تطوير قطاع الصناعة”.
وفيما يخص تطوير إنتاج الزيوت والشحوم الصناعية، قال خوري: “الوصول إلى مستوى منافسة المنتجات المماثلة في دول الجوار يتطلب استثمارات كبيرة في تطوير تقنيات الإنتاج، والاستفادة من البحث العلمي، وتحديد المواصفات القياسية العالمية، كما يتطلب تحديث وتطوير المخابر لتحقيق نقلة نوعية في جودة وكفاءة المنتجات، مما يسهم في زيادة الصادرات”.
واختتم خوري بقوله: “نأمل أن يشكل هذا المؤتمر منصة لتبادل الأفكار وابتكار حلول جديدة لتطوير صناعة الزيوت والشحوم الصناعية، ونتطلع إلى مخرجات المؤتمر لتقديم توصيات ملموسة يتم رفعها إلى وزارة الصناعة لمناقشتها مع الفريق الحكومي واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها”.
من جهته أكد المدير العام لشركة مصفاة دمشق للبتروكيماويات- الشريك الاستراتيجي للمؤتمر- الدكتور سامر أبو عمار، أن تنظيم هذا الحدث يأتي في إطار حرص الشركة على تعزيز قطاع الزيوت المعدنية في الجمهورية العربية السورية.
وأوضح أن مصفاة دمشق كانت السبّاقة في تصنيع زيوت الأساس المعدنية في سورية، في القطاعين العام والخاص، عبر إعادة التدوير وبجودة عالية تتوافق مع المواصفة القياسية السورية، التي تضاهي المعايير العالمية.
وأشار أبو عمار إلى أن المؤتمر يشكل منصة مرنة تربط بين منتجي الزيوت والشحوم المعدنية والجهات الحكومية المعنية بتطوير هذا القطاع، سواءً كجهة إشرافية لحماية المستهلكين أو كجهة مستخدمة ومنتجة لهذه الزيوت، كما أبرز الدور الريادي لمصفاة دمشق في تصنيع زيوت الأساس المعدنية عبر إعادة التدوير، وهو ما يساهم في دعم السوق المحلية وصناعات بدائل الاستيراد، بالإضافة إلى توفير العملات الأجنبية للدولة، حيث يتم استيراد الزيوت بالكامل من الخارج.
وشدد على أهمية هذه الجهود في تعزيز التنمية البيئية وحماية الموارد الطبيعية من ماء وتربة وهواء، إلى جانب تحقيق فوائد اقتصادية ملموسة من خلال تلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة فرص التشغيل.
وفي ختام حديثه، أشار الدكتور أبو عمار إلى أن الشركة تسعى من خلال المؤتمر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيوت والشحوم المعدنية، وفتح المجال لتصدير الفائض إلى الدول المجاورة، مؤكداً على ضرورة تعزيز الاستثمار في هذا القطاع المهم لجذب الانتباه الرسمي والشعبي لأهميته الإستراتيجية.