تزاحمت الأفكار في ذهني مساء أمس مع الشروع بالكتابة، وتساءلت بيني وبين نفسي عن جدوى الكتابة المحلية في فترة نعيش وتعيش فيها منطقتنا على فوهة بركان، بعد سلسلة من الاعتداءات الصهيونية المتوحشة علينا وعلى لبنان وعلى غزة، في ظلّ عالم غربي مجرم ونتن مثل “نتنياهو” وأكثر، لكن إيماني غير المحدود بقدرة جيشنا ومقاومتنا ومحورنا على ضبط الإيقاع وصدّ العدوان ومع اطلاعي على أهم ما ناقشه مجلس الوزراء في جلسته أمس عدت للقول بضرورة الكتابة مجدداً عن قضايا تهمّ المواطن وبالمحصلة الوطن، علّنا نساعد الوزراء المجدّد لهم والجدد في تشخيص بعض أسباب المشكلات التي تدخل معالجاتها ضمن صلاحياتهم.
وهنا عدت للسؤال عن ماذا سأكتب؟ هل أكتب مجدداً عن ارتفاع أسعار جميع المواد في الأسواق بشكل غير مقبول تحت حجج مختلفة وبعيداً عن أي رقابة جادة وممنهجة للتجارة الداخلية، ومن ثم عن الهوة الكبيرة جداً بين تكاليف المعيشة والصحة والحياة وبين رواتب وأجور وتعويضات العاملين في الدولة والمتقاعدين منها، أم أكتب عن الأزمات الخانقة التي نعيشها لأسباب ذاتية أكثر منها موضوعية بدءاً من أزمة المحروقات مروراً بأزمة مياه الشرب في الريف وأزمة الكهرباء والاتصالات والنقل العام وأزمة رغيف الخبز (نوعاً ووزناً) وليس انتهاءً بأزمة الإنتاج الزراعي وغير الزراعي من جميع الجوانب؟
كل هذه الأفكار والتساؤلات المشروعة فرضت نفسها لتكون محور زاوية اليوم، علماً أن كلّ أزمة من الأزمات التي أشرت إليها تصلح لأن تكون محور زاوية مستقلة نتناول من خلالها بكل شفافية وحرص أسبابها وآثارها وتداعياتها وإجراءات حلها،ونقول إن الإمكانات المتوافرة في بلدنا جيدة إذا استطعنا استثمارها أفضل استثمار بتحسين أداء الكثير من القائمين على جهاتنا العامة في العاصمة والمحافظات، وإذا حاربنا الخلل والفساد الذي يحكم عمل نسبة غير قليلة منهم.