الثورة – ترجمة هبه علي:
منذ 7 تشرين الأول 2023، والقصف الإسرائيلي مستمر على غزة، وسعت “إسرائيل” عملياتها على جبهات متعددة لتشمل الضفة الغربية واليمن وسورية ولبنان.
ومع استمرار القتال بلا هوادة وارتفاع احتمالات المواجهة المباشرة بين إيران و”إسرائيل”، تعيش المنطقة الآن مرحلة جديدة من النزوح الداخلي والنزوح عبر الحدود والذي أدى بالفعل إلى اقتلاع الملايين من ديارهم.
وباعتبارنا باحثين في مجال الهجرة، فإننا نخشى أن تؤثر نتائج هذا النزوح على المنطقة لسنوات قادمة – ومن المرجح أن تعوق بشكل أكبر قدرة سكان المنطقة على العيش حياة آمنة ومأمونة.
وذلك لأن “إسرائيل” تواصل تقييد وعرقلة وصول المساعدات إلى القطاع، ويكافح العاملون في المجال الإنساني لتوفير الحد الأدنى من الغذاء والمأوى والرعاية الطبية خلال حملات القصف التي نادراً ما توقفت.
ولجعل الأمور أسوأ، أظهرت تجربة العام الماضي أن مخيمات اللاجئين، والمباني السكنية المدنية، والمدارس التابعة للأمم المتحدة، والمستشفيات التي تخدم المدنيين واللاجئين ليست أماكن آمنة. وتبرر “إسرائيل” في كثير من الأحيان هجماتها على مثل هذه المواقع بالقول إن “حماس أو حزب الله” يستخدمانها، على الرغم من نفي الأمم المتحدة الرسمي للعديد من هذه الاتهامات.
كما قُتل ما لا يقل عن 220 موظفاً في الأمم المتحدة في هذه الهجمات الإسرائيلية المستهدفة في العام الماضي – أكثر من أي أزمة أخرى تم تسجيلها على الإطلاق. وهذا يساهم في صعوبة وصول العاملين في المجال الإنساني إلى السكان المحتاجين، وخاصة النازحين.
ومن جانبها، تظل الولايات المتحدة أكبر مانح لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فضلاً عن كونها أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل.
وفي لبنان، أدت الحرب المتصاعدة أيضاً إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان. حتى قبل تصعيد الصراع في أيلول، نزح ما يقرب من مئة ألف لبناني من منازلهم في جنوب البلاد بسبب القصف الإسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، نزح ما يقرب من 63 ألف إسرائيلي داخلياً من شمال البلاد بسبب الهجمات الصاروخية التي شنها حزب الله.
ولكن بدءًا من أواخر سبتمبر/أيلول 2024، أدت الضربات الإسرائيلية على أهداف في فلسطين وبيروت وفي مختلف أنحاء لبنان إلى مقتل مئات المدنيين وزيادة النزوح الداخلي والنزوح عبر الحدود بشكل كبير. وقد فر الآن أكثر من مليون لبناني من منازلهم في غضون أيام وسط القصف الإسرائيلي.
إن المنطقة على دراية تامة بالعواقب المترتبة على النزوح الجماعي. ولكن ما بات واضحا بعد مرور عام على الصراع الحالي هو أن الشرق الأوسط دخل الآن حقبة جديدة من النزوح ــ من حيث الحجم والنوع.
وتشير تجربة عقود من الصراع في المنطقة إلى أن المدنيين هم الأكثر عرضة لتحمل وطأة القتال – سواء من خلال النزوح القسري، أو عدم القدرة على الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الطبية، أو الموت.
إن وقف الأعمال العدائية الحالية ووقف إطلاق النار الدائم في مختلف أنحاء المنطقة هو السبيل الوحيد لتهيئة الظروف المناسبة لتمكين السكان المعرضين للخطر من البدء في العودة وإعادة البناء.
وينطبق هذا بشكل خاص على النازحين في غزة الذين أجبروا مراراً وتكراراً على ترك منازلهم، ولكن ليس لديهم حدود يمكنهم عبورها إلى بر الأمان، والذين لا يزال الحل السياسي بالنسبة لهم بعيد المنال.
المصدر – نيوز ادفوكيت