أسرة واحدة مع الجيش العربي السوري.. أهالي درعا لـ”الثورة”: في تشرين حارب بواسلنا بعزيمة المنتصر

الثورة – مكتب درعا:

عاشت الأمة العربية بعد نكسة حزيران عام 1967 فترة من القنوط والإحباط، وبعد سنوات قليلة من التخطيط والتحضير الجيد وبشكل هادئ، وخاصة بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة عام 1970 بقيادة الرئيس المؤسس حافظ الأسد الذي سعى بكل قوة وإصرار لتجهيز الجيش العقائدي المدرب على أحدث الأسلحة لخوض حرب التحرير واستعادة الثقة بالنفس ووضع حد لغطرسة العدو الصهيوني.
وفي محافظة درعا التي شكلت بلداتها وقراها المحاذية للجولان جبهة قتال شرسة مع العدو الصهيوني، وعاش الأهالي بطولات وانتصارات جيشنا الباسل الذي ضرب أروع ملاحم البطولة وكانوا السند والحاضن للجيش، وفي رحاب الذكرى 51 لحرب تشرين التحريرية كان لصحيفة الثورة اللقاءات التالية.

عزيمة الانتصار
يقول المواطن عبد العزيز الجهماني: “لقد جسد انتصار حرب تشرين التحريرية إرادة وعزيمة السوريين وقوة الجيش، وكان جوهر القرار التاريخي بخوض الحرب لمحو آثار وتداعيات نكسة حزيران عام 1967، وإعادة الحقوق وتحرير الأرض، والذي اتخذه القائد المؤسس حافظ الأسد، استند إلى إرادة السوريين واحتضانهم الجيش العربي السوري الذي سعى منذ تأسيسه إلى امتلاك إرادة القتال واستثمار السلاح والاستبسال في الدفاع عن الوطن، لذلك تحقق النصر المؤزر المبني على قاعدة متينة من العقيدة القتالية الوطنية التي تميز بها الجيش منذ تأسيسه عام 1945، وكانت صفحة من صفحات المجد التي يتميز بها سجله العروبي، فكان على الدوام معقد رجاء الأمة للذود عن قضاياها، فحمل راية التصدي للمخطط الغربي الصهيوني لسلخ فلسطين وتقديمها للعصابات الصهيونية في أربعينيات القرن الماضي وشكل بعدها حصناً منيعاً أمام أطماع الصهاينة في التوسع واغتصاب مزيد من الأرض العربية إلى مطلع السبعينيات، وخاض بواسل الجيش حرب تشرين وحطموا فيها صورة قوات الاحتلال التي ادعت أنها لا تقهر وحقق بواسلنا النصر المؤزر، وما زالت قواتنا المسلحة الحصن المنيع الذي تتحطم أمامه مؤامرات الأعداء.
معنويات عالية
فهمي فشتكي- ضابط متقاعد- قال: لقد بدأت ساعة الصفر على الجبهة السورية باقتحام الجيش العربي السوري من اتجاه الجولان المحتل، وبدأ الهجوم في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم العاشر من رمضان الـ 6 من تشرين الأول عام 1973 وانتهت عمليات اليوم الأول بنجاح كبير، وتمكنت معظم القوات من عبور الخندق المضاد للدبابات واستولت على معظم المواقع الأولى المعادية، وجرفت القوات المهاجمة فلول الصهاينة على الجبهتين السورية والمصرية، وحطمت تحصينات العدو الصهيوني، وشكلت معركة مرصد جبل الشيخ، ومعركتا “تل السقي وناب” على جبهة الجولان أسطورة الحرب الخاطفة بصورتها الحقيقية.

وأضاف: “وفي اليوم الثاني تابعت التشكيلات العسكرية تقدمها في عمق مواقع العدو الدفاعية وخاضت الدبابات معارك قوية في (كفر نفاخ) التي ترسخت في أدبيات المعارك المظفرة في تاريخ حرب تشرين، فكانت بسالة المقاتلين وولاؤهم لوطنهم أقوى بكثير من الهجوم التصادمي الذي اتبعته دبابات العدو وفي معركة الخشنية نجحت قواتنا بعد ضربة مفاجئة من عبور الخندق المضاد للدبابات واختراق المواقع الدفاعية المعادية وفي منطقة الدبورة استعر لهيب الصدام المباشر حيث التحمت دبابات الجيش بدبابات العدو الذي كان يشن الهجوم المعاكس تلو الهجوم ورغم ذلك تمكن رجالنا البواسل من إلحاق خسائر فادحة بالعدو في الأفراد والمعدات.
ومن أهم المعارك كانت معركة تحرير مرصد جبل الشيخ وتل الفرس الذي أقام العدو عليه عقب عدوان حزيران 1967 موقعاً دفاعياً ومرصداً حصيناً أشبه بقلعة من الصخور السوداء، حيث قامت الطائرات العمودية بعملية إنزال جوي على الجانب الشمالي الشرقي لتل الفرس في اليوم الثاني لبدء الحرب، ودخل المقاتلون في معركة مباشرة مع مقاومات عنيدة من العدو، وبعد أن طوقت المجموعات التل اندفع مقاتلونا هجمة رجل واحد حتى تم تحرير تل الفرس. وتابع أبطالنا البواسل خوض عدة معارك مشرفة في الأيام التالية من عمر الحرب منها دير العدس وبيت جن وطرنجة وجباتا الخشب ومعارك جبل الشيخ وصولاً إلى حرب الاستنزاف التي أمر القائد المؤسس حافظ الأسد بشنها في الـ 3 من آذار عام 1974 ضد العدو الإسرائيلي واستمرت 82 يوماً.
الشعب والجيش أسرة واحدة
وبيّن عدنان السليم ومحمد العلي وناصر أبو السل وأحمد أبو حصيني وأحمد عجاج من بلدات طفس ونوى وتسيل وعدوان وسحم الجولان بالريف الغربي الواقعة في جبهات القتال، أننا كنا مع الجيش ونقدم له كل المساعدة ونؤمن له الطرقات المؤدية لجبهات القتال، ونقدم لهم الطعام والماء والخبز، وكانت النساء تستقبل بواسل الجيش بالزغاريد والأهازيج، وكان الرجال والشبان يشكلون جبهة داخلية منيعة ويراقبون طائرات العدو التي أصبحت تتساقط كالذباب ويلقون القبض على الطيارين الذين كان يتم إسقاط طائراتهم وهم مكبلون بالسلاسل الحديدية بطائراتهم

كي لا يهربوا ونعمل على تسليمهم للجيش.
زغاريد النصر
وقالت عبير الأسعد: إن الشعب السوري كان أسرة واحدة، يتقاسمون طعامهم معاً، وكنا نعيش أيام النصر بعزيمة عالية وروح معنوية كبيرة، وقد كسرنا حاجز الخوف من العدو، وكانت نساء حوران يستقبلن الجنود الأبطال بالطعام والزغاريد وأكاليل الغار ويقدمن لهم كل المساعدة والدعم.
ذكرى غالية
وأكد أحمد حجازي أن ذكرى الانتصار في حرب تشرين التحريرية عام 1973 تأتي هذا العام ومعظم ربوع سورية عاد إليها أمنها وأمانها بعد تطهيرها من الإرهاب بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري صانع تشرين التحرير الذين تحدوا التنظيمات الإرهابية والقوى الداعمة لها، وواجهوا وصمدوا وانتصروا محققين إنجازات نوعية في مواجهة الأعداء قاطعين الطريق على المخطط الصهيو- أمريكي الهادف إلى السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم وإعادة تقسيمها ورسم خرائط جديدة لها بما يتناسب ومصالحهم وأهدافهم العدوانية.
النصر قادم
ولفت عدنان الفلاح إلى أن بذور النصر التي نثرها انتصار حرب تشرين التحريرية في نفوس أبناء الوطن أنبتت على مر السنوات رجالاً ميامين يبذلون أرواحهم رخيصة دفاعاً عن حمى الوطن، ومع عودة الأمن والاستقرار إلى معظم المناطق على امتداد مساحة الجغرافيا السورية يتابع بواسل الجيش العربي السوري استكمال تحرير ما تبقى من أرض أصابها الإرهاب وعيونهم ترنو إلى تحرير جولاننا المحتل من عدو غاصب لم ينجح في وأد الحقوق على طريقته الجاهلية الظالمة، فنحن الآن كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد ننتقل من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر في مواجهة التنظيمات الإرهابية والصهاينة حتى تحرير الأراضي المحتلة واستعادة الحقوق.
وأخيراً..
نؤكد أن ذكرى انتصارات حرب تشرين ما زالت ماثلة أمامنا، وسورية بجيشها الباسل وقيادتها الصامدة تواجه الآن أعتى قوة استعمارية في التاريخ، ويستمر العدو بغطرسته وعدوانه الهمجي ويعتدي على الشعب الفلسطيني وعلى الشعب اللبناني والشعب السوري ويرتكب المجازر يومياً بحق الشعب.. وسيبقى الجيش العربي السوري بقيادته الحكيمة صامداً يقارع العدو بكل قوة حتى تحقيق النصر.

آخر الأخبار
سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية مؤشر الدولار يتذبذب.. وأسعار الذهب تحلق فوق المليون ليرة الكويت: سوريا تشهد تطورات إيجابية.. و"التعاون الخليجي" إلى جانبها مع انتصار سوريا معاني الجلاء تتجد الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023