الثورة- رنا بدري سلوم:
ومضت أعوامٌ يا تشرينُ، ولم ينته درب الكفاح الوطنيّ، لم يخفت بريق النضال لتحرير الأرض والإنسان في عيون الأحرار، في العام الماضي زفّت الكليّة الحربيّة في حمص أجمل شهدائها، وفي الأمس القريب قدّم لبنان أنبل مقاوميه لترتوي هذه الأرض شهادة وبسالة وبطولة، ويوم غد تماماً سيكمل الأقصى طوفان دمه لعام بأكمله، لم تنم عينا الأقصى من الجرائم الوحشيّة لعدو يقتل الإنسان ليقتلعه من جذوره ويستولي على أراضيه ويستوطنها، كيان فاشيّ ارتكب محرقة بحقّ الشّعب الفلسطينيّ الذي عانى ما عاناه من قتل وتعذيب وأسر وتعطيش وتجويع لم يسلم من دناستهم لا الكهل ولا الطفل.
وعلى الرغم من كلّ ما يعصف بنا من ألمٍ وقهرٍ وظلمٍ لن نستسّلم ولن نتوانى، مهما كلّفنا الزّمن، فنحن «كنّا وما زلنا ندفع عن أنفسنا العدوان» كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد أثناء حرب تشرين التحريريّة التي نحتفي بإشراقة أيّامها اليوم ونحن نرتدي العدّة ونجهّز العتاد والأبطال الميامين الشّرفاء على خطوط النار يتصدّون لأبشع الهجمات براً وبحراً وجواً، لتبقى سيادة هذه الأرض الطيّبة فوق كل اعتبار.
نحتفل بانتصارات السادس من تشرين الأول التي كانت فريدة من نوعها لأول حرب يبدأ فيها جيش عربي بالهجوم على العدو، ويحقّق النصر المبين.
ترنو عيوننا اليوم إلى جنوب لبنان وغزّة والجولان ترنو إلى كل شبرٍ من أرضٍ تعيش مخاض التحرير، مهما اعترضها عسير الولادة وآلامها، نحن اليوم متكاتفون أكثر من أي وقت مضى، متعاضدون كما البنيان المرصوص، نقف أمام أشرس المعارك وأقذرها على مرأى العالم المكبّل بالصمت، نشحذ هممنا من إشراقة الشّمس الحقّة، ونعيد ذكرى الأجداد والأمجاد من قصّة وعبرة وأغنية وطنيّة تعيد لنا هذا التوازن الروحيّ الذي ينبئنا أن بعد هذا النفق الطويل هناك متسعٌ من النور قادم لا محالة بسواعد جيشنا العربي السوري وخطوات أقدامه الوثّابة، فكل عام وتشرينُ لنا «بالحرب والكفاح وشعلة الجراح» التي تنير درب الثورة والتحرير، ووعداً منّا سنظل نغنّي لتشرينُ فلم ينته مشوارنا بعد.
السابق
التالي