الثورة- لميس عودة:
لم يترك الاحتلال الإسرائيلي وسيلة إجرامية، إلا واستخدمها بحق الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلاته، ليثبت للعالم مجدداً، أنه كيان خارج عن كل الأعراف والمواثيق الدولية، والشرائع السماوية، ولا تحكمه سوى قوانين شريعة الغاب، ومعايير عنصرية، تدل على طبيعته الإرهابية.
وفي ظل تصعيد الاحتلال لانتهاكاته بحق الأسرى، قال نادي الأسير: “إن معتقلات الاحتلال الإسرائيلي تواصل بث المزيد من الفيديوهات والصور للتّنكيل بالأسرى داخل معتقلات الاحتلال، بشكل متعمد، في محاولة مستمرة من الاحتلال، باستهداف إرادة الأسير الفلسطيني، والمساس بالوعي الجمعي لصورته كمناضل، وترهيب عائلات الأسرى، والتسابق على من يحقق مستوى أكبر من التوحش للحصول على المزيد من التأييد داخل الشارع الإسرائيلي، وإشباع رغبته بالانتقام، وذلك دون أدنى اعتبار لما تحمله هذه الصور والفيديوهات، من انتهاك جسيم للقوانين، والأعراف الإنسانية، وامتهان للكرامة الإنسانية”.
وقال النادي في بيان له اليوم، ونقلته وكالة وفا، إنّ منظومة الاحتلال استخدمت هذه السّياسة الممنهجة قبل وبعد الحرب، وتحديداً منذ وصول حكومة المستعمرين المتطرفين الحالية، وعلى رأسهم الوزير المتطرف “بن غفير” إلى سدة الحكم، وتصاعدت حالة استعراض للجرائم التي يرتكبها بحقّ الأسرى، ووصلت ذروتها منذ بدء حرب الإبادة، حيث تعمد جنود الاحتلال تصويرهم في ظروف مذّلة وحاطة بالكرامة الإنسانية، وبعض تلك الفيديوهات، جاءت من خلال إعلام العدو الإسرائيلي تحت عنوان “فيديوهات مسربة”، وكان من بينها نشر مقطع فيديو لمعتقل يتعرض للاغتصاب في معسكر “سديه تيمان”.
وفي وقت سابق، حذر نادي الأسير من تداول هذه الصور والمقاطع، التي لم تكن مفاجئة لكافة المتابعين للقضية وللشارع الفلسطيني في ضوء العشرات من الشهادات الموثقة لأسرى داخل معتقلات الاحتلال، ولأسرى مفرج عنهم، عن مستوى الجرائم المروّعة، وجرائم التّعذيب التي تعرضوا لها، فغالبية العائلات اليوم تعرض أحد أفرادها أو أكثر من فرد لعملية اعتقال، إلا أن وقع هذه المشاهد مست بمشاعر العديد من العائلات، وهذا جزء من الأهداف المركزية التي تسعى منظومة الاحتلال إلى ترسيخها في ذهن ووعي الفلسطيني، وخلق صورة معينة عنه يريدها الاحتلال فقط.