تصدير الزيت

يبدو أن القرار قد اتخذ مجدداً بتصدير زيت الزيتون، رغم كل السلبيات التي يفرزها هذا الأمر على المستهلك أولاً وعلى المنتج ثانياً، ومن الطبيعي أن تكون العقابيل شديدة الإيجابية على مصدّر المادة كونه صاحب القرار في مادة ضرورية لحياة الفرد ولا تتوفر في كل سنتين إلا مرة واحدة.
المسألة هنا أن القرار لا بد وأن يخلق احتكاراً يسمى اقتصادياً احتكار القلة، أي أن قلة قليلة من الناس لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، تعمد إلى السيطرة على مادة معينة وتقوم بالتحكم بسوقها سواء كان هذا التحكم داخلياً في مبيعه للمستهلك الوطني، أم خارجياً في تصديره للأسواق الخارجية، على اعتبار أن الكمية الأكبر من المادة متوفرة لديها، وهو أمر قد شاهدناه وعايشناه سابقاً عندما كانت وزارة الزراعة ومديرياتها تسمح وتوصي بتصدير زيت الزيتون.
السماح بالتصدير يعني تكرار السيناريو السابق بقيام بعض الأشخاص عبر وكلائهم بجولات في الساحل عارضين سعراً أعلى بقليل من المعتاد، فتكون النتيجة أن الفلاح الذي يشقى لعامين متتاليين حتى يحل الموسم، ويرغب بتغطية نفقاته على الأقل، هذا الفلاح من الطبيعي أن يبيعهم إنتاجه في ظل غياب الجهة المركزية المستجرة لهذه المادة، والتي لم تصنف (أي المادة) حتى اليوم كمحصول استراتيجي، فتكون النتيجة والحال كذلك تحكم بضعة أشخاص بموسم زيت الزيتون ويصدرونه على هواهم.
المتبقي في السوق كميات قليلة منه، وتطرح في الأسواق من قبل هؤلاء المحتكرين بأسعار عالية جداً تراوحت العام الماضي بين مليون ونصف إلى مليوني ليرة سورية، أما البقية فهي رحلة العذاب والألم للمستهلك حتى يحاول وليس يحصل بل يحاول الحصول على بعض زيت الزيتون.
هذا الواقع المؤلم يُبنى بعد اجتهادات من وزارة الزراعة ومكتب الزيتون فيها بحيث يبدو الأمر وكأنه مسألة طبيعية بسيطة، في حين أنه تحكّم بقطاع بأكمله وجمهور مستهلك بأكمله، دون تقديم البدائل أو الطروحات المنطقية أو الضوابط التي تضمن حقاً ولو هامشياً للمواطن في استهلاك مادة من إنتاجه المحلي.

آخر الأخبار
السفير الألماني يدعو إلى تجديد التبادل التجاري مع سوريا   المراهق.. فريسة بين تنمر المجتمع والعالم الرقمي  اختصاصات جديدة تعيد رسم ملامح كليات الشريعة  مشاريع الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل على الطاولة   خرسانة المستقبل.. ابتكار سوري يحول الأمطار إلى ثروة مائية  التدريب والتأهيل.. فجوة بين العرض والطلب في سوق العمل  تصدير 11 ألف رأس من الماشية الى السعودية "المركزي" يمنح البنوك مهلة 6 أشهر لتغطية خسائر الأزمة اللبنانية بدء تنفيذ مدّ الطبقة الإسفلتية النهائية على طريق حلب – الأتارب الإحصاء.. لغة التنمية ورهان المستقبل "التربية والتعليم ": الإشراف التربوي في ثوب جديد وزير الداخلية يترأس اجتماعاً لبحث الواقع الأمني في ريف دمشق "المواصلات الطرقية": نلتزم بمعايير الجودة بالصيانة وضعف التمويل يعيقنا البنك الدولي يقدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ216 مليار دولار "صحة اللاذقية" تتابع 24 إصابة بالتهاب الكبد A في "رأس العين" حملة إزالة الأنقاض تعيد الحياة إلى شوارع بلدة معرشمشة سوريا والصين.. رغبة مشتركة في تصحيح مسار العلاقات زيارة الشيباني المرتقبة إلى بكين.. تعزيز لمسار التوازن السياسي هل تعوق البيانات الغائبة مسار التعافي في سوريا؟ شوارع حلب تقاوم الظلام .. وحملات الإنارة مستمرة