الثورة – مها دياب:
انطلاقاً من أهمية العمل المجتمعي والدور الفعال للمجتمع المدني في المساعدة في حل مشكلات المجتمع وتنميته وتطويره ومساعدة وبناء الإنسان، انطلقت مبادرة دورات تقوية لبعض المواد في المنهاج المدرسي ضمن ثلاث مدارس في ريف دمشق ابتدائية وإعدادية لمساعدة الطلاب في التقوية، وتأكيد المنهاج والفهم الأفضل للمواد، أيضاً كمساعدة للأهالي من أجل تخفيف الأعباء عنهم، وخاصة من يمتلك أكثر من طفل في المدرسة يحتاج لدروس تقوية ولاسيما أن أسعار الدروس باتت ضربا من الخيال في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
حول هذا النشاط التقت صحيفة الثورة عدداً من المعنيين بالمبادرة للوقوف على أهميتها، ومن مدرسة صالح أبو خليف الابتدائية في ريف دمشق أشارت معاون المدير عبير الدرويش إلى أهمية هذه المبادرة للطلاب والأهالي معاً، وهي مفتوحة للجميع وليس لطلاب المدرسة فقط، فهناك الكثير من الطلاب الذين يحتاجون الإعادة أو لديهم فرط نشاط أو لديهم مشكلة مع مادة معينة ويحتاجون لتقوية فيها، ومن هنا تم اختيار المواد الأساسية وهي الرياضيات والعربي والانكليزي، وتدرس يومي الجمعة والسبت صباحاً، مبينة أن المبادرة مستمرة على مدى ستة أشهر، ثلاثة منها فصل أول، وثلاثة في الفصل الثاني، ولاقت إقبالاً كبيراً من الطلاب، واستحساناً من الأهالي كونها خففت عنهم الكثير من أعباء الدروس الخاصة التي تبدأ من 10 آلاف إلى عشرين ألفاً للمرحلة الابتدائية في الساعة.
كما أكدت درويش على أن المعلمين المشاركين أكفاء ويشرحون المواد بسعة صدر ويحاولون التعامل مع الطلاب حسب الفروق الفردية بكل بمحبة لإيصال المعلومة وتأكيدها بسلاسة حتى تأتي الدورات بالهدف منها وهي الاستغناء عن الدروس والاكتفاء بالفهم منهم.
انطباع الأهالي
السيدة أم ريماس عبرت عن سعادتها بهذه المبادرة حيث لديها ابنتان في الصفين الخامس والسادس، وفي أحيان كثيرة يجدن صعوبة في مادة الرياضيات واللغة الانكليزية، وأنا كأم لا أستطيع في أغلب الأوقات إيصال المعلومة لهم، خاصة الرياضيات، كون المنهاج مختلفاً عما درسناه من قبل، وهذه الدورات ساعدت بناتي كثيراً، وتبين لي ذلك من خلال متابعتي والتسميع لهن، وازداد فهمهن وثقتهن بنفسهن في الحل والمشاركة مع زملائهن أثناء الأسبوع مع مدرستهم.
أسامة محمد- لديه طفل في الصف السادس وآخر في الصف الثامن، شكر كل من قام بهذه المبادرة، كونها ساعدت كثيراً في التخفيف من أعباء الدروس الخاصة لديه خاصة في مادتي الانكليزي والرياضيات، وأن الدرس يكلف من 20 ألفا إلى 40 ألفا في الساعة ما يؤثر على دخله ومسؤولياته الكثيرة تجاه أسرته.
الطلاب المشاركون
وبالحديث مع عدد من الطلاب المشاركين في الدورة بدا الارتياح واضحاً عليهم كون دورة التقوية ضمن مدرستهم ومع زملائهم في الصف، كما عبروا عن محبتهم للمعلمين وطريقة تدريسهم والعناية بهم وبطريقة إيصال المعلومة وتأكيدها، ما جعلهم مميزين ويتقدمون في دراستهم وعلاماتهم ممتازة في السبر خلال الأسبوع، وأضافوا: بالرغم من تعبنا لعدم وجود عطلة لأن دوامنا جمعة وسبت لكننا سعداء وأهالينا ومعلماتنا بأحسن مستواها التعليمي.
حاجة ملحة
مدير مدرسة جوزيف أبو زيدان الإعدادية المدرسة نور رزق- المشاركة في المبادرة- أكدت أن هذه الدورات أصبحت ضرورة ملحة للطلاب بالنسبة للمواد الأساسية، بالرغم من تميز المدرسين، فبالنسبة لطلاب الصف السابع يجدون صعوبة كبيرة مع المنهاج بسبب الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، الأمر الذي يحبطهم ويتراجع مستواهم إلى حد ما، أما الصف الثامن فالمنهاج كبير وصعب ويحتاج إلى جهد وتركيز كبير من الطالب ويكون مرهقا في كثير من الأحيان، وبالتالي هذه الدروس تساعدهم للعودة للتفوق وتحسين وضعهم الدراسي وتلافي تقصيرهم وإعادة ثقتهم في نفسهم، وهذا ما ظهر لنا من خلال تأكيد المدرسين على تحسن مستوى المشاركين وتميز علاماتهم ومشاركتهم وحفظهم للدروس.
ونوهت بأن الصف الثالث الإعدادي بات مرهقاً للأهالي، كون الدروس الخاصة بمبالغ كبيرة جداً تصل إلى 60 ألفا للساعة الواحدة، وهذه الدورة كانت متنفسا لهم والتخفيف الكبير من أعبائهم ومساعدة أبنائهم في الحفظ والتحضير للامتحان بفهم وثقة دون الحاجة لدروس تقوية أخرى خاصة مع مواد الرياضيات و اللغات الإنكليزية والفرنسية.
وختمت قولها: إن هذه الدورات جيدة ومهمة جداً للطلاب والأهالي، متمنية أن تتكرر دائماً وتعمم على كل المدارس.
تخفيف أعباء الأسرة
وأثنى كل من (أبو خالد ومصطفى وأم ماريا) على جهود أصحاب المبادرة، وكيف اختلف المستوى الدراسي لأبنائهم، وتطور أدائهم في المدرسة ومشاركتهم الصفية مع المدرسين وتحضيرهم لإعطاء الدروس لزملائهم ،إذ لم يحدث من قبل مع أبنائهم، وهذا برأيهم مؤشر كبير لزيادة الثقة بالنفس ودافع للنجاح بتميز.
كما ساعدهم مادياً كون الدروس الخاصة أرهقتهم باعتبار حسابها أصبح على الساعة الواحدة وبمبالغ كبيرة، وبما أن المنهاج واسع وكبير يحتاج إلى ساعات كثيرة بالتالي مبالغ الدروس فوق احتمال دخلهم الشهري بكثير.
تكرار المبادرة واستمرارها
ماريا وسارة وشام ولانا ومؤيد وأيهم.. أكدوا على ضرورة استمرار وتكرار المبادرة في السنوات القادمة، كونها أفادتهم بشكل كبير وساعدتهم في فهم الدروس الصعبة خاصة مادة الرياضيات، والتي تعتبر معقدة وتحتاج لجهد وشرح وتركيز، واللغة الفرنسية كونها لغة جديدة تحتاج الفهم وطريقة وقواعد القراءة والحفظ، و تمنوا لو تضاف مادة الفيزياء كونها دقيقة وتحتاج لفهم كبير.
وفي ختام كلامهم قدموا شكرهم لكل من قام وأشرف على هذه المبادرة مع الوعد بالدراسة بجد ونشاط للوصول للتفوق والتميز من أجل تحقيق أحلامهم.