طرق النجاة بين لبنان وسورية تمر سيراً على الأقدام.. والعالم يتفرج

الثورة- عزة شتيوي:
مشهد آخر للتغريبة الفلسطينية تصنعه وحشية “إسرائيل” وهذه المرة على المعابر الحدودية بين لبنان وسورية حيث بصمات قطاع الطرق من الصهاينة تجبر النساء والأطفال وكبار السن على عبور طرق الفرار من القصف والقتل سيراً على الأقدام، فتحمل الأم طفلها بين يديها وتجر ما تبقى من حقائب الفزع، وتمضي بين ألغام الاستهداف الإسرائيلي لمعابر المدنيين، إذ يستهدف العدو الصهيوني المعابر الرئيسية بين سورية ولبنان ويضرب بحقد تلك الطرق التي تعتبر شرايين للحياة الاقتصادية والاجتماعية بين الجارتين سورية ولبنان محاولة خنق كل الطرق المؤدية للنجاة.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وخاصة الضاحية الجنوبية وبيروت والذي أسفر عن شبه شلل للملاحة الجوية هناك، نزحت أعداد كبيرة من  المدنيين معظمهم عائلات استهدفت منازلها بقصف  إسرائيلي ممنهج لم يوفر حتى غرف الأطفال والمستشفيات، فكان طريق النجاة إلى  سورية معبدا بالأمل للمدنيين اللبنانيين والكثير من السوريين والعراقيين والجنسيات الأخرى، خاصة أن سورية هي رئة اقتصادية للبنان والنافذة البرية الوحيدة بحكم الموقع الجغرافي، وما ترتب عليه من علاقات اجتماعية وطيدة بين سكان البلدين وخاصة إن لبنان كان ملاذا للكثير من السوريين الذين هجرهم الإرهاب الحليف الأكبر لإسرائيل في المنطقة فعادوا إلى بلدهم سورية يمسكون بأيادي أشقائهم اللبنانيين الجريحة.
هذا المشهد من النزوح لم توفره “إسرائيل”، فقصفت المعابر المدنية وأولها معبر المصنع جديدة يابوس وكانت حجتها قطع الطريق على عبور عناصر المقاومة من سورية إلى لبنان رغم أن هذه المعابر هي معابر مدنية لا يجوز وفق القانون الدولي استهدافها وقطعها، ولكن سرعان ما انكشفت الكذبة الإسرائيلية بقصفها معظم المعابر الحدودية بين سورية ولبنان وظهرت النية الإسرائيلية عارية بكل بشاعتها بأنها تريد قتل أكبر قدر من المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية والإسعافية القادمة من المرور لإنقاذ الأرواح في لبنان .
معابر وممرات مدنية
في الرابع من تشرين الأول الجاري استهدفت غارة للعدو الإسرائيلي  معبر المصنع الحدودي  بين بيروت ودمشق مخلفة حفرة بعمق نحو أربعة أمتار على الطريق الرئيس للمعبر، وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مئات العائلات التي اجتازت الحدود، كانت تحمل معها ما أمكن من متاع البيت على السيارات أو الحافلات الكبيرة،  وبعد القصف الإسرائيلي للمعبر اجتاز النازحون الحدود سيراً على الأقدام لمسافات طويلة، ويبدو على وجوه الجميع الخوف والقلق فمعظم النازحين الذين دخلوا إلى الأراضي السورية هم من الأطفال والنساء وكبار السن”، ووصفت مستشارة الاتصالات الرئيسية للمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المشهد عند معبر المصنع قائلة إن الطريق تعرض لضربتين أحدثتا “حفرة ضخمة”. وأضافت أن الناس كانوا “يائسين للغاية للفرار من لبنان لدرجة أنهم ساروا على الأقدام بالفعل عبر ذلك الطريق المدمر”.
وأشارت المستشارة  أنه رغم أن معبر المصنع أصبح خارج الخدمة أمام حركة المرور، فإن المعابر الحدودية الثلاثة الأخرى “مفتوحة وتعمل”. وقالت إن مفوضية اللاجئين تعمل جنبا إلى جنب مع الهلال الأحمر العربي السوري وشركاء إنسانيين آخرين على المعابر الأربعة لدعم الأشخاص الذين يعبرون إلى سورية والذين هم في الغالب لبنانيين وسوريين، وأيضا بعض اللاجئين الفلسطينيين ومواطنين عراقيين ومهاجرين من جنسيات أخرى.
ولم تمض أيام حتى قام العدو الصهيوني باستهداف معبر رئيسي آخر بين سورية ولبنان، ما يؤكد أن الاستراتيجية الإسرائيلية تحاول خنق لبنان كله وتدمير بنيته التحتية وقتل أكبر عدد من المدنيين لترهيبهم وثنيهم عن دعم المقاومة وضرب البيئة الحاضنة لمشروع المقاومة وقطع الطرق بينها من لبنان إلى سورية، كما حاولت سابقا أن تقطع الطريق بين العراق وسورية، فتقطيع أوصال المجتمعات التي توحدها المقاومة باتت إستراتيجية وهدف لهذا العدو الإسرائيلي الذي لا يقوى على المواجهة البرية مع المقاومين، فلجأ للترهيب والإرهاب وقصف طرق النجاة، فما يهمه اليوم هو خنق المقاومين وقتل أجيال المقاومة حتى لو كانوا أطفالا في مهدهم أو أجنة في بطون أمهاتهم، لذلك تستهدف “إسرائيل” المناطق السكنية ليس لأنها تستهدف مقرات للمقاومة بل هي تستهدف المدنيين وكل لبنان لانتزاع المقاومة من حضنه.

آخر الأخبار
تضامن إقليمي.. لبنان يرسل طائرتي إطفاء للمساعدة في حرائق اللاذقية "إكثار البذار" بحلب تنفذ خطّتها الإنتاجية والتسويقية في الطريق نحو فرص العمل.. التدريب والتمكين بوابة الولوج للسوق   ملتقيات التوظيف.. فرص عمل حقيقية أم بيع للأوهام ؟!  أحلام مؤجلة..، وآمال لا تموت في عيون شباب سوريا أطباء "سامز" يباشرون خدماتهم لمرضى الأورام والداخلية "بدرعا الوطني" عودة جزئية لعمل مراكز خدمة المواطن بدرعا جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة إنهاء التشوهات في سعرالصرف يتطلب معالجة جذرية  التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات